يبدو أن اتحاد كرة القدم في جمهورية كاراباخ يُدار بنظام المحسوبيات وليس المجاملات كما كنّا نعتقد ، فرئيس الإتحاد لا يعنيه ما إذا كان يحظى بعين الرضا من الجميع بقدر ما يسعى حثيثاً لإرضاء تلك الثُّلة التي بذلت الغالي والنفيس لوضعه على كرسي الرئاسة ، والتي تمكّنت بنفوذها القوي من الإطاحة بمنافسه الشرس في تلك الإنتخابات ، بعد عملية “شراء أصوات متقنة” تمت في جنح الظلام وقبل الفرز بساعات كانت كافية لترجيح كفّته والفوز بالرئاسة لأربع سنوات قادمة ، فهل يسعه الخروج من جلباب هذه الثُّلة ؟؟ اتحادنا الموقر يتخاطب مع الأندية بلهجات متفاوتة ومختلفة .. فمع الأزرق يتخاطب بلهجة الغضب والإنفعال ، ومع الأصفر بلهجة العطف والشفقة ، ومع الأخضر بلهجة الإحتواء والمحبة ، أما بقيّة الأندية فيحاول أن يُظهر إلتزامه لهجة الحياد ، ما لم يترتب على ذلك تأثير سلبي على مصالح أنديته المدللة . أضعنا وقتاً طويلاً في جلد الذات ، واستنزفنا العقول للبحث في أسباب الإنتكاسة وتشخيصها ، وكأن رياضتنا تسير وفق منهجية علمية صحيحة حتى نأسف على فشلها . على المؤسسة الرياضية أن تُدرك بأن زمن الموهوبين الذين يظهرون بين الحين والآخر ليخطفوا لنا الألقاب باجتهاداتهم الشخصية قد انتهى منذ أن شحّت إمدادات الملاعب الترابية في “الحواري” ، والتي كانت مورداً أصيلاً للموهوبين تتغذى منه الأندية ، وتعود أسباب هذا الشُحّ في نظري إلى الإرتفاع المضطرد في الكثافة السكانية للمدن وما لهذا من تأثير مباشر في تغيير تركيب المجتمع ونظام حياته ، وارتفاع نسبة البطالة ، ومعدل الجريمة ، فالأُسر التي كانت بالأمس ترى بأن الحياة بسيطة ولا تستدعي الخوف من تواجد أبناءها في “ملعب الحارة” لم يعد لها وجود اليوم ، فكل شيء قد تغيّر ، ولا حلول ما لم يؤمن المجتمع بأسره بأن “لا رياضة بلا بيئة رياضية صحية” . منيف الخشيبان Twitter@Munif_2012