على عكس ما كان يقدمه الفريقان في العقد الماضي عندما كان النصر يقدم أفضل مبارياته أمام الهلال فيما كان الهلال يأتي بأسوأ ما عنده أمام النصر، انقلبت الآية و أصبح السائد في السبع أو الثماني سنوات الأخيرة أن يقدم الهلال واحدة من أفضل مبارياته و يقدم النصر أسوأ مبارياته أمام الهلال. مباراة الديربي ليلة البارحة لم تأت بجديد، و تكرر المشهد ذاته، فسقط النصر ضحية الترشيحات المبكرة و التي لم تعد تنطلي على أحد – سوى إدارة و لاعبي النصر – و ظهر عبدالغني و عباس و غالبية أعضاء الفريق بروح انهزامية و ليس هناك من دليل أكبر من تعامل عبدالغني مع كرته أمام المرمى المفتوح بعد هدف الهلال الأول مباشرة!!، بالإضافة إلى تعامل المدافعين مع الهدف الهلالي الثالث!!. فشل النصراويون كعادتهم في إعداد فريقهم نفسياً قبل إعداده فنيا، و نجح الهلاليون في تجهيز فريقهم لمثل هذه المباريات فانقطعوا عن الإعلام و المؤتمرات. و طلبوا من هوساوي أن يؤجل المغادرة لما بعد مباراة النصر، و أقاموا معسكرا مغلقا لفريقهم قبل المباراة. كما جاء الحضور الشرفي على قدر الحدث، فيما جاءت استعدادات النصراويين عادية جدا – حتى إغلاق المعسكر ليومين كان إجراءا روتينيا في كل مبارياتهم منذ ثلاث سنوات!!. و لم يلاحظ أي حضور شرفي يذكر في نادي النصر في الأيام الماضية!!. خسر النصر لأنه كان أكثر الفرق بطئا في تنفيذ الكرات المرتدّة بعدما كان سابقا أسرع من ينفّذها!!. كذلك جاءت الطامة باعتماد بينو و عبدالغني و فلاته على الاحتفاظ الزائد بالكرة بعدما كانت هذه السمة محصورة في أحمد عباس!!. قبل كل ذلك نجح إعلام الهلال في التأثير على حكم المباراة خليل جلال بعد الحملة المنظمة التي شنّها على مدى أربعة أيام، و ظهر الحكم متوتّرا و لكن أغلب قراراته المؤثرة كانت لمصلحة الهلال – كضربة الجزاء و عدم طرد هرماش بعد الضرب بدون كرة، و عدم منحه للفريدي بطاقة صفراء ثانية بعد البطاقة الأولى بدقيقتين عندما سدد الكرة محتجا بعد صافرة حكم – . في المقابل جاءت البطاقة الحمراء الممنوحة لبينوا كان قاسية بعض الشيء خصوصا أنه لا يوجد حكم واحد لدينا يعاقب على الضرب من الخلف ببطاقة حمراء ماعدا التعمّد الواضح و ليس كما حدث مع بينو. أيضا جاءت البطاقة الصفراء الممنوحة لمارسير بعيدة عن أي منطق!. الحملة التي شنّت على الحكم خليل جلال جعلت لاعبي الهلال يحتجون بقوة على أي كرة سواء خطأ أو جانبية أو ضربة مرمى!!. نعم كل الكرات. ابرز أخطاء النصراويين هو اللعب بخالد راضي كأساسي و هذا لم يكن في مصلحة النصر ولا مصلحة راضي ولا مصلحة عبدالله العنزي أيضاً – قرار غريب تضرر منه النصر و لازال للضرر بقية!! بعد أن كان سبباً مباشراً في ولوج هدفي نجران. أيضا أخطأ المدرب بعدم الزج باللاعب الجيد خالد زيلعي بدلا من عباس غير المفيد في صناعة اللعب خصوصا مع وجود ثلاثة محاور آخرين (عبدالغني و مارسير و فلاته). أيضا لا ننسى أحد أهم أسباب فوز الهلال و هو وجود لاعب بحجم محمد الشلهوب الذي أعتبره أفضل لاعب وسط سعودي حالياً – سواء في الكرات المتحركة و الثابتة -. أيضا يحسب للحارس خالد شراحيلي تميّزه في بعض الكرات النصراوية من بينو و مالك معاذ. على فكرة: - استشهدت صحافة الهلال بأن عدد مرات الفوز بحضور الحكم الأجنبي تميل لصالح الهلال، و قد أخفت عن الجميع حقيقة أنه منذ قرار الاستعانة بالحكام الأجانب منذ سبع سنوات لم يفز النصر بوجود حكم محلي!!. - لم يطلب الشباب حكماً أجنبيا لمباراته مع النصر رغم حساسية المباراة و لم تتطرق الصحافة لذلك، بينما سنت أقلامها تجاه النصر. - للحق: ظهر الجزائري عنتر يحيى بمستوى أقل مما توقعناه منه، و على العكس منه كان مارسير صمام أمان و حدّ كثيرا من هجمات الهلال. - مدرب الهلال أعطى درسا للجميع باستبعاده للاعب إيمانا لعدم التزامه بالتعليمات، وهذا المدرب الذي يستحق ان يعطى الحق بالعمل كمدير فني و ليس مدرب النصر الحالي!!. - المحصلة النهائية فوز مستحق للهلال على النصر و على إدارة النصر مراجعة حساباتها من الناحية الإدارية خصوصا، و كذلك الفنية. دمتم بخير ،،، ظافر الودعاني.