بات على تونس بعد خروج الجزائر ثم المغرب أن تنقذ ماء الوجه العربي المشارك في كأس الأمم الأفريقية 2013 التي تستضيفها جنوب افريقيا حتى 10 فبراير/ شباط، عندما تلتقي مع توجو غدا الأربعاء في الجولة الثالثة الأخيرة في الدور الأول من منافسات المجموعة الرابعة. وتلعب الجزائر من جانبها مباراة تأدية واجب مع كوت ديفوار المرشحة الاوفر حظا لنيل اللقب. وتتصدر كوت ديفوار الترتيب برصيد 6 نقاط مقابل 3 لكل من توجو وتونس، ولا شيء للجزائر التي كانت اول المودعين كما كانت كوت ديفوار اول المتأهلين، فيما اختتم الطرف العربي الثالث منتخب المغرب مشاركته في البطولة بثلاثة تعادلات وثلاث نقاط في المجموعة الاولى ولحق بالجزائر. تونس – توجو بدأت تونس البطولة بفوز صعب على الجزائر في الوقت بدل الضائع بتسديدة لم تكن في الحسبان من النجم يوسف مساكني، ثم سقطت امام كوت ديفوار بثلاثية غير محسوبة ايضا قد يكون لها تأثيرها على نفسية اللاعبين خلافا لما يؤكده المدرب سامي الطرابلسي الذي اكد انه سيعمل على نسيان هذه النتيجة القاسية والتركيز على اللقاء الحاسم مع توجو. واعتبر الطرابلسي ان منتخبه قدم في المباراة الثانية عرضا اقوى ومستوى افضل مما كان عليه امام الجزائر، وان “كوت ديفوارسيطرت 15 او 20 دقيقة في البداية ثم دانت لنا السيطرة بالكامل وكنا قريبين من ادراك التعادل”. وبرأي الطرابلسي، ان كوت ديفوار سجلت في الشوط الثاني هدفا ثانيا “عكس سير المباراة فغيرنا طريقة اللعب قليلا في الدقائق الاخيرة لان الخسارة هي الخسارة وجاء بالتالي الهدف الثالث”. ويشدد الطرابلسي على اهمية التركيز حتى نهاية المباراة مهما تكن النتيجة، ويقول “التركيز مطلوب جدا حتى آخر دقيقة والامل بالتأهل موجود وهذا ما سنحاول توظيفه من اجل تحقيق الفوز في المبارة الاخيرة على توجو، والفوز طبعا يؤهلنا”. وشجع فوز توجو على الجزائر 2-0 مدربها الفرنسي ديدييه سيكس على رفع سقف التطلعات: “الاهم من التأهل هو صدارة المجموعة لان الفرصة اصبحت متاحة”، وكأنه يعول على فوز الجزائر على كوت ديفوار بفارق كبير من الاهداف، علما بان الاخيرة ضمنت نظريا الصدارة وقال سيكس انه سيجد الخطة التكتيكية الملائمة لتحقيق الفوز ولن يعتمد الاسلوب الدفاعي لتحقيق النقطة التي تمنحه بطاقة التأهل الثانية عن المجموعة بعد ان حجزت كوت ديفوار الاولى. واكد “ليس بالدفاع نحقق الفوز الذي يؤهلنا. لدينا منتخب يلعب كرة القدم وليس منتخبا للدفاع. اللاعبون مصممون لدى نزولهم الى ارض الملعب على تحقيق الفوز. صحيح ان هناك حقيقة رياضية تقول باننا بحاجة الى نقطة واحدة، لكن واقع كرة القدم لا ينص على الاكتفاء بها” واضاف “المهم اكثر من ذلك هو المركز الاول في المجموعة الذي ما زالت حظوظنا قائمة لاحرازه، كما ان لتونس فرصة ايضا. سنرسم خطة تكتيكية تضع لاعبينا في افضل موقع لكنها قابلة للتغيير حسب مجريات المباراة” واكد انه لا يخشى ان يباغت يوسف مساكني المنتخب التوجولي كما فعل مع الجزائر، وقال “اذا كان لديهم يوسف فنحن لدينا (ايمانويل) اديبايور”، مع ان العلاقة تبدو فاترة بينه وبين قائد المنتخب التوجولي ولا يوجد اي نوع من الكيمياء. واضاف “في كل منتخب يوجد نجم او اكثر، وانا اعتقد بان مدرب تونس سيفكر مليا بالطريقة التي يعتقد بانها ستوقف اديبايور”، معتبرا “ان المباراة صعبة، لكن جميع المباريات الان صعبة ايضا والحالة النفسية لدى اللاعبين ممتازة”. ولا يهم اديبايور الذي سجل اول اهدافه في النهائيات الافريقية، ان يكون كبيرا “المهم اكثر ان نرى اديبايور فعالا ويسجل الاهداف. المهم هو الفوز بالمباراة، واذا كان البعض يردد اننا لم نشاهد اديبايور كبيرا فهم احرار فيما يذهبون اليه”. كوت ديفوار – الجزائر لم يكن خروج منتخب الجزائر من الجولة الثانية متوقعا كما لم يكن استمراره في البطولة متوقعا ايضا، ولم يستحق شباب المدرب الفرنسي-البونسي وحيد خليلودزيتش ان يهزموا في المباراتين لانهم كانوا الافضل سيطرة وتحركا وتمركزا لكنهم الاسوأ في انهاء محاولاتهم الهجومية بالشكل الايجابي. ووصف خليلودزيتش الخروج ب”العار الهائل لاني لم اواجه في حياتي منتخبا يسيطر في مباراتين ويمتلك زمام المبادرة ولم يسجل هدفا”. وعلى المقلب الاخر، يبدو ان رفع السقوف عدوى بين الفرنسيين لان مدرب كوت ديفوار التونسي الاصل صبري لموشي علاه اكثر من سيكس وكلاهما مستجدان ولا يملكان اي تجربة او خبرة في مجال التدريب. واكد لموشي في هذا السياق “ان منتخب كوت ديفوار يسعى الى احراز اللقب ويجب الا يعتمد على نجم واحد لان على كل لاعب فيه ان يكون في خدمة المجموعة”. واعرب لموشي عن انزعاجه واستيائه الكبير من لاعبيه في المباراة الاولى ضد توجو (2-1) قبل ان يرتاح نفسيا بعد الفوز على تونس 3-0، ويحق له ان يطمح الى ان يكون المدرب الذي يحمل الكأس الاولى لكوت ديفوار منذ 20 عاما والثانية في مشاركتها العشرين في النهائيات بوجود هذا الجيل الذهبي الذي شارف نجمه على الافول مع تخطي الثلاثين من السنين.