تنتظر منتخبَيْ تونسوالجزائر مهمةٌ «أصعب» اعتباراً من اليوم السبت في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الرابعة في نهائيات كأس الأمم الإفريقية التاسعة والعشرين التي تستضيفها جنوب إفريقيا حتى العاشر من فبراير. وإذا كان الامتحان الصعب بين المنتخبين العربيين قد انتهى بفوز تونس على الجزائر (1/0)، فإن الامتحانين الأخيرين في الدور الأول هما الأصعب، حيث تلتقي تونس مع ساحل العاج المرشحة الأوفر حظاً لنيل اللقب، فيما تلعب الجزائر مع توجو. ومع أن كل شيء في كرة القدم مسوغ ومشروع ولا يخضع للمنطق في أحيان كثيرة، إلا أن المستوى الذي قدمته ساحل العاج وتوجو في المباراة الأولى لم يرقَ إليه منافساهما العربيان. ساحل العاج وتونس يعرف مدرب ساحل العاج الفرنسي من أصل تونسي صبري لموشي، تماماً أن الفوز الذي تحقق على توجو كان صعباً وبفضل هدف إثر متابعة بالكعب من لاعب أرسنال الإنجليزي جيرفينيو قبل دقيقتين من نهاية الوقت الأصلي، وهو لم يكن راضياً عن أداء منتخب رشحته كل التوقعات لإحراز اللقب بعد أن فشل قبل عام في غينيا الاستوائية والجابون إثر تعادله مع زامبيا سلباً وخسارته بركلات الترجيح في النهائي بعد خمسة انتصارات في الأدوار السابقة. لكن لموشي لا يستطيع بعد الفوز إلا أن يكون متواضعاً قبل اللقاء الثاني مع تونس، وهو استبعد في مؤتمر صحافي أي وجود للمشاعر في كرة القدم تربطه ببلده الأصلي. من جانبه، أشاد مدرب تونس سامي طرابلسي، بمنتخبه بعد الفوز على الجزائر بهدف ليوسف مساكني في الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع، وأكثر من الكلام الإيجابي المفعم بالمديح، لكن واقع الحال كان يقول غير ذلك لأن المنتخب الجزائري كان الأفضل ميدانياً وعلى صعيد التهديد والأقرب إلى الفوز. وفندت الصحافة التونسية ما ذهب إليه الطرابلسي وخصوصاً الصادر منها باللغة الفرنسية، حيث أشادت بصاحب هدف الفوز وانتقدت المنتخب ككل. ويبقى على المدرب سامي الطرابلسي الذي أكد أنه سينكب على دارسة الأخطاء من أجل تلافيها، أن يثبت عكس ذلك في مباراة اليوم ضد ساحل العاج لإسكات الأصوات المنتقدة. توجو والجزائر كان المنتخب التوجولي نداً قوياً لنظيره العاجي في المباراة الأولى التي شهدت فرصاً متقاربة للطرفين، لا بل أخطرها كان لإيمانويل أديبايور ورفاقه، لكن النتيجة النهائية لم تصب في مصلحة المدرب الفرنسي ديدييه سيكس ومنتخبه (1/2)، بعد أن كان التعادل أقرب إلى المنطق والواقع. وصار على سيكس أن يحقق الفوز في المباراتين المقبلتين على الجزائر ثم على تونس في الجولة الأخيرة، في الوقت الذي بدأت فيه آمال الجزائريين تضمحل وتتآكل، وهذا ما أشار إليه بوضوح المدرب البوسني وحيد خليلودزيتش الذي لم يقوَ بعد على نسيان الخسارة أمام تونس. ويقول خليلودزيتش «هناك بالطبع بعض السذاجة. لا يوجد منتخب في العالم يملك خبرة أكبر يقبل أن يدخل مرماه هدف في الدقيقة 91. لكي تكبر المنتخبات، يجب أن تمر بمحطات ومراحل مختلفة، ولم يتطور أي منتخب كبير بكبسة زر، فهناك أحياناً هزائم صغيرة وأخرى مؤلمة». على الصعيد منتخب توجو، تبدو الخيارات مفتوحة أمام سيكس الذي يملك على مقاعد الاحتياط لاعبين بمهارة وكفاءة الأساسيين، فيما الخيارات ليست متاحة كلها أمام خليلودزيتش بسبب الإصابات رغم التقارير الطبية المطمئنة على حد قوله عن تعافي رياض بودبوز وسفيان فيجولي. دروجبا جانب من مباراة الجزائروتونس (أ ف ب)