كشف مختصون بوكالات السفر والسياحة أن حجم المبيعات بهذا القطاع في المملكة بلغ أكثر من 16,8 مليار ريال خلال العام 2011م مقارنة ب 15,1 مليارا العام 2010م، لافتين الانتباه إلى أن ذلك يثبت أنه سوق واعد وينمو باطراد إلا أنه في حاجة إلى إعادة النظر في أساليب العمل وتحديد أفضل الخيارات للبقاء في دائرة المنافسة. وطالبوا خلال الجلسة الثانية من ملتقى السفر والاستثمار السياحي 2012م التي أقيمت أمس الاثنين تحت عنوان "التوجهات الجديدة في قطاع السفر والسياحة" بوجود جمعية ترعى مصالح المشتغلين في هذا القطاع ومناقشة مشكلاته خصوصاً في ظل مستجدات تلوح مثل البيع المباشر لشركات الطيران والشبكة العنكبوتية ومنافذ البيع من خارج الحدود، إضافة إلى التنسيق مع منظمة آياتا. وبين المتحدث الرئيس بالجلسة عبدالله أبو خمسين عضو مجلس إدارة شركة يوسف احمد كانو أن سوق وكالات السفر والسياحة سوق يتصف بالديناميكية والتغيرات المستمرة لكنه سوق مبشر، مدللاً على ذلك ببلوغ حجم المبيعات 16,86 مليار ريال في 2011م مقارنة ب 15,1 مليارا في 2010 م بزيادة نسبتها 11 في المئة، ومشيرا إلى ارتفاع الدخل الافتراضي للوكالات من 1,06 مليار ريال في 2010 م إلى 1,18 مليارا في 2011م. وأكد أن القطاع على رغم ذلك يحتاج إلى وقفة متأنية لمراجعة أساليب العمل والتقنية المستخدمة في تأديته وتغييرها إن لزم الأمر مع ما يستدعيه ذلك من استثمارات مادية وإعادة تأهيل وتدريب لفرق العمل، خصوصا مع ما طال القطاع من تخفيض من قبل شركات الطيران بشكل أحادي لاستيعاب الأزمات الاقتصادية حيث خفضت شركات الطيران نسبة الوكالات إلى 9% ثم 7% ثم 5% ثم إلى صفر. وفيما يخص تأثير العوامل المادية والتقنية على الوكالات أكد أبو خمسين أن المستهلك بات أكثر دراية بالمنتج السياحي ما رفع سقف توقعاته وهو ما أحوج الوكيل إلى أن يتحول إلى مستشار فعلي للعميل وليس فقط منفذ حجوزات ومصدر تذاكر، مؤكدا أن التقنية الحديثة قللت من أهمية الوكيل ما يحوج الوكيل إلى ابتكار وسائل جديدة يعزز بها قيمته. وأشار إلى عدد من التحديات التي تواجه القطاع وعلى رأسها ضعف الربحية منذ إلغاء شركات الطيران نسب العمولات وإسهام شركات الطيران بإحداث بلبلة بالسوق من خلال طرح السعر الأساسي بوسائل الإعلام مع عدم ذكر المضافات الأخرى كبديل الوقود والضرائب إضافة إلى المذكرات الدائنة التي يصدرها برنامج التسوية البنكية بحق الوكلاء وكذلك ضعف مستوى الأداء والاحتراف المهني وغياب الكوادر وغياب الإطار التنظيمي الذي ينظم حركة الرحلات. وطالب بضرورة إيجاد مظلة تجمع شتات القطاع ومناقشة مشكلة المذكرات الدائنة وترشيد مخرجات التدريب والتعليم في هذا المجال وتطوير الأنظمة الخاصة بالوكالات لتسمح بتوظيف النساء بشكل أكثر مرونة عبر العمل عن بعد أو من المنزل إلى جانب زيادة الجهود المقدمة من هيئة السياحة لدعم هذا الوكالات من الناحيتين التنظيمية والفنية وتأهيل الكوادر البشرية. من جهته أوضح نائب رئيس اللجنة الاستشارية لوكالات السفر راشد بن عبد الله المقيط أن الوكالات تحاول أن يكون لها دور كبير من خلال التجارة الالكترونية ولكن نظام سداد الذي يقدم تسهيلات كبيرة لشركات الطيران المحلية لا يتيح مثل هذه التسهيلات لوكالات السفر بدعوى عدم إمكانية تغطية مثل هذا الطلب الكبير، فصار اعتماد وكالات السفر على بطاقات الائتمان، مؤكدا أن هيئة السياحة حاولت تذليل هذه العقبات مع مؤسسة النقد. وأكد أن هناك العديد من الأمور التي تحتاج إلى علاج فالوكيل حتى الآن ليست لديه آلية محددة للتقييم أو آلية لمراقبة العميل، كما أن الوكالات هي الجهة الوحيدة وفقا له التي تجبر على سداد التزاماتها في يوم أو ساعة محددة، مطالبا بضرورة إنشاء جمعية تحمي حقوق الوكالات وتراعى شئونها. // يتبع //