ما أن تمر بجوار الخيمة الشعبية الموجودة في وسط القرية التراثية في المهرجان الوطني للتراث والثقافة (جنادرية 27)، حتى تستقبلك الرائحة الشهية للأطعمة الشعبية التقليدية في معظم المناطق السعودية، والتي تتفنن في تحضيرها; نساء سعوديات أردن إبراز تراث الأجداد للجيل الناشئ، من خلال تعريفهم بصنوف الطعام المختلفة، التي كانت تتربع على عرش المائدة في الماضي. بداية تحدثت أم بدر، المختصة في صناعة بعض المأكولات الشعبية ان هذه هي المرة السابعة على التوالي، التي تشارك فيها في مهرجان الجنادرية، ضمن أنشطة برنامج الحرفيات التابع للجنة النسائية التراثية، حيث قدم لهن المهرجان كافة التسهيلات، مضيفة أن سبب اشتراكها الدائم هو محبتها للعمل في هذه المهنة، شجعها على ذلك الإقبال الكبير الذي تجده من جميع فئات المجتمع في القرية التراثية. وأضافت أم بدر أنها كانت رئيسة المطبخ الشعبي في الجنادرية لعدة سنوات مضت، أما الآن فهي متخصصة بصناعة قرص عمر وهو من الأكلات الشعبية المشهورة في منطقة نجد، التي بات من الصعب وجودها بطريقتها ونكهتها الأصلية، لصعوبة إعداده وعدم تمكن الجميع من صنعه، مضيفة أنها تملك / مطبخا شعبيا متخصصا، تقوم فيه بإعداد جميع الأكلات الشعبية التي لم يعد طلبها مقصوراً على الجنادرية، بل تعدى ذلك إلى المناسبات الخاصة، وتتلقى باستمرار طلبات لإعداد ولائم شعبية خاصة، وهذا يدل على أن تلك الأكلات ما زالت مرغوبة/. واعترفت أم بدر أن الجنادرية زادت من فرص التعريف بالأكل الشعبي الذي يجد إقبالاً شديداً من الشباب، الذين يستمتعون به، لافتقادهم للنكهة في عصر الحلويات الغربية والمقليات والأكلات السريعة، على حد قولها، حيث تسببت تلك الأكلات في بعض المشاكل الصحية التي يعاني منها الشباب الآن، كما اعترضت أم بدر على ما يتناقله الأطباء من أن الأكل الشعبي يسبب الأمراض، مؤكدة أن «هذا غير صحيح، حيث تعود تلك الأمراض إلى قلة الحركة التي يتميز بها الجيل الحالي، وخير دليل على ذلك، هي الصحة التي تمتع بها الناس في الماضي مقارنة بالناس حالياً، فحتى الكسر لا يجبر بسهولة، نتيجة التغذية غير السليمة». // يتبع //