جذبت أصناف الطعام المختلفة التي كانت تتربع على مائدة الأسر السعودية في الماضي زوار المهرجان الوطني للتراث والثقافة بعد أن فقدوها في ظل انتشار الأكلات السريعة , وبعض المطاعم الشعبية التي لا تجيد أكلات الماضي بالطريقة والطعم نفسها . وما إن تمر بجوار الخيمة الشعبية الموجودة في وسط القرية التراثية في المهرجان الوطني للتراث والثقافة (جنادرية 26)، حتى تستقبلك الرائحة الشهية للأطعمة الشعبية التقليدية في معظم المناطق السعودية، التي تتفنن في تحضيرها ، نساء سعوديات أردن إبراز تراث الأجداد للجيل الناشئ . وبداية تحدثت أم بدر، المختصة بصناعة خبز القرصان وبالأخص قرص عمر المكون من الطحين البر مضاف له السمن والهيل والفلفل الحار والسكر والقليل من صبغة الزعفران وقالت : هذه هي المرة السابعة لمشاركتي في الجنادرية ، وتعمل رئيسة المطبخ الشعبي في الجنادرية لعدة سنوات مضت، أما الآن فأنا متخصصة بصناعة قرص عمر; وهو من الأكلات الشعبية المشهورة في منطقة نجد، التي بات من الصعب وجودها بطريقتها ونكهتها الأصلية، لصعوبة إعداده وعدم تمكن الجميع من صنعه. وزاد اهتمام الطباخة أم بدر فامتلكت مطبخا شعبيا متخصصا، تقوم بإعداد جميع الأكلات الشعبية التي لم يعد طلبها مقصوراً على الجنادرية، بل تعدى ذلك إلى المناسبات الخاصة، وتتلقى - بحسبها - طلبات من الزبائن لإعداد ولائم شعبية خاصة. وأكدت أن الجنادرية تزيد من فرص التعريف بالأكل الشعبي الذي يجد إقبالاً شديداً من الشباب، الذين يستمتعون به، لافتقادهم للنكهة في عصر الحلويات والمقليات والأكلات السريعة، على حد قولها، فيما أبدت الحاجة لوجود مظلة في المكان المخصص لهن، لتقيهن من المطر وأشعة الشمس. بجوارها الطباخة منيرة وهي امرأة متوسطة العمر تصنع الحنيني وهو من أشهر المأكولات الشعبية المقدمة في القرية التراثية، وتشرح مكوناته التي غالبا ما يكون من انتاج المزرعة ويؤكل مع اللبن أو القهوة. تقول منيرة هذه المرة الأولى التي أشارك فيها بالجنادرية ولكن تقبّل الناس لما أقدمه شجّعني على الاستمرار في تقديمه في الأعوام القادمة، مضيفة أن لجنة الجنادرية رحبت بها ولم يكلّفها الاشتراك مع الحرفيات سوى اتصال واحد برئيسة اللجنة. وتشاركها المهنة بدرية الشمري ولكنها تخصصت في إعداد الأكلات الشعبية المشهورة في منطقة حائل مثل الجريش الأحمر (المعدّ بالطماطم) والكبيبية والتمن ، مؤكدة وفرة الإقبال على المأكولات التي تقدمها، لرخص أسعار الأطباق. وأشارت الشمري إلى أن كلفة الطبق الواحد من 5 الى 10 ريالات،وناشدت أرباب الأسر والأمهات لحض أولادهم على الأكلات الشعبية المفيدة وترك الأكلات السريعة والعودة لطعام الآباء والأجداد. وأوضحت أم السعد التي تقدم أصناف الطعام الشهي من منطقة المدينةالمنورة من جهتها أنها تحرص على المشاركة في الجنادرية ، خاصة وأن الاقبال على الطعام المديني يتزايد ، مفيدةً أن الأكلات التي تطلب كثيرا في جناح المدينة المطبق والبريك وهي عجائن تخبز وتحشى باللحم المفروم والبيض والبقدونس ولقمة القاضي واللدو والبنية , والهريسة وهي حلويات تشتهر بها المنطقة .