أضفت الأجواء الباردة التي تسود منطقة تبوك حالياً تغيراً في نمط الحياة المعيشية والاجتماعية لأهالي المنطقة ، فمع وصول درجات الحرارة إلى ما دون درجة الصفر المؤية بأربع درجات اجتمعت الأسرة في منزلها تبحث عن الدفء وما يقيها من موجة البرد القارسة . وإن كانت وسائل التدفئة الحديثة رائجة وفي متناول الجميع إلا أن الوسائل التقليدية حاضرة تتوارى بلهبها فيمتزج صوت احتراق الحطب بالحرارة المنبعثة منها لتكون في محيط المجتمعين حولها حالة من الحميمية والذكريات الجميلة . وقصدت الأسر،والتجمعات الشبابية سواحل المنطقة على امتداد ساحل البحر الأحمر في مواسم الإجازات والعطلات الأسبوعية مستمتعين ً بطبيعة المكان ودفئه . ومع هذه الموجة القارسة رصد مندوب وكالة الأنباء السعودية مناحي حياة مواطني ومقيمي المنطقة المعيشية ،حيث شهدت المراكز التجارية والأسواق حركة تجارية في مجال بيع الملابس الشتوية والأقمشة الصوفية ، فيما أستحوذ نشاط محال الأدوات المنزلية والكهربائية على بيع أجهزة التدفئة الكهربائية ، أو ما توقد بالكيروسين بأسعار تتراوح ما بين 150 إلى 500 ريال . في حين قوبل زيادة الطلب على الحطب ارتفاعاً في أسعاره بدءاً من 50 ريالاً للكومة الواحدة لتصل حتى 800 ريال لحمل سيارة النقل الصغيرة ، حيث يفضل الكثيرين استخدامه في التدفئة خاصة في الأماكن المجهزة ب ( المشبات ) ،وأثناء الرحلات الخلوية إلى جانب الفحم . وأحيت برودة الطقس إعداد الأكلات الشعبية التي تشتهر بها المنطقة في المنازل والمخيمات والاستراحات العائلية والشبابية ،ومنها الشربات ،والمرقوق ،والجريش ،والخبز بأنواعه ،والحميس وأطباق الأسماك وغيرها. كما عززت الأجواء الباردة من الترابط الأسري والاجتماعي وانعكست على اجتماع العائلة والأصدقاء في المنازل،والاستراحات،والرحلات البرية والبحرية . وبحثاً عن الدفء قصد أهالي المنطقة شواطئ الأماكن السياحية الواقعة على البحر الأحمر في محافظات ضباء ،والوجه ،وأملج ،وحقل ،ومراكز قيا ،ومقنا ،وشرما التي جذبت الأسر لقضاء الإجازات والعطلات الأسبوعية في أحضان الطبيعة الخلابة والتمتع بالأجواء الدافئة . // انتهى //