ارتدت المنطقة التاريخية في مدينة جدة أجمل حلة من أجل استقبال أكثر من مليون سائح وزائر بمناسبة انطلاقة مهرجان جدة لتسوق 2012م تحت عنوان " هيا جدة" اليوم. وبدأت المنطقة التاريخية اليوم بتنظيم برامج وفعاليات متعددة اتخذت جميع الترتيبات من أجل استقبال ضيوف مهرجان جدة للتسوق, حيث وضعت الفوانيس والأتاريك القديمة وانتشرت الدكاكين في الأزقة الضيقة التي تحكي الماضي بكل تفاصيله الجميلة والرائعة إلى جانب توافد الفرق الشعبية الفلكلورية لأداء الألوان البحرية التي تتميز بها مدينة جدة, وتمتد المنطقة التاريخية على مدار الثلاثين يوماً القادمة ألف حكاية وحكاية فمن العمدة والمركاز إلى الأكلات الشعبية الشهيرة إلى الألعاب التقليدية القديمة. وأعدّت أمانة جدة باعتبارها شريكًا استراتيجيًا بالتعاون مع القائمين على مهرجان جدة للتسوق برامج وفعاليات هي مصدر جذب وانبهار للمدينة التاريخية العتيقة التي تعود نشأتها إلى ما يقارب 3000 سنة على أيدي مجموعة من الصيادين كانت تستقر فيها بعد الانتهاء من رحلات الصيد. ويروي الحكواتي ضمن فعاليات المهرجان تاريخ جدة ابتدأ من قبيلة قضاعة التي قدمت قبل أكثر من 2500 سنة فأقامت فيها وعرفت بها, إلى الحكايات الأخرى التي كانت سائدة في الماضي. ويتجول الزائرون خلال فترة مهرجان "هيا جدة" في الآثار والمعالم القديمة حيث يشرح لهم القائمون على المنطقة كيف حوّل الخليفة الراشد عثمان بن عفان - رضي الله عنه - عام 647 م المنطقة إلى ميناء لاستقبال حجاج البحر المتجهين لأداء الحج في مكةالمكرمة ولا تزال جدة إلى اليوم المعبر الرئيس لحجاج البحر والجو والكثير من حجاج البر. ويسعى مهرجان جدة للتسوق 2012م إلى تسويق المنطقة التاريخية كواجهة سياحية يتطلع إليها الزوار والقادمين لمدينة جدة من أجل التسوق والترفيه ففي الوقت الذي تعد جدة اليوم مركزًا للمال والأعمال ومرفأ رئيسيًا لتصدير البضائع غير النفطية ولاستيراد الاحتياجات المحلية تظل المنطقة التاريخية وجهة عشّاق الماضي وتراثه وجماله بكل ما فيه من تجليات وتداعيات وقصص وحكايات وأساطير قديمة. وأكّد معالي أمين مدينة جدة الدكتور هاني أبو رأس أهمية إقامة المهرجان ليكون حدثاً سنوياً يسهم في جعل هذه المدينة وجهة سياحية، مشيراً إلى أن مدينة جدة تملك الكثير من الخيارات لأن تكون المدينة النموذجية والمتفردة في وجود مثل هذه الفعاليات التي ستعود بمردود اقتصادي. // يتبع //