بدأت في تونس اليوم أعمال المؤتمر العربي التاسع لرؤساء أجهزة الإعلام الأمني بمشاركة ممثلين عن الدول العربية بينها المملكة. وأوضح معالي الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب الدكتور محمد بن علي كومان في كلمة الافتتاح أن التحولات السياسية التي شهدتها عدة دول عربية أفرزت أوضاعا أمنية دقيقة وكشفت عن مدى تردي العلاقة بين رجال الأمن والمواطنين وعن عمق الهوة التي تفصل بين الجانبين. ورأى كومان أن جانباً من المسؤولية عن تردي هذه العلاقة يقع على عاتق بعض رجال الأمن بسبب ممارسات فردية لا تحترم حقوق الإنسان ولا تراعي الإجراءات الواجب إتباعها عند إنفاذ القانون. وأكد أن اللبنة الأولى لردم الهوة بين الجانبين هي القضاء على مثل هذه الممارسات عن طريق تعزيز ثقافة حقوق الإنسان وضمان احترام القانون والتقيد التام بأخلاق المهنة وإقامة شرطة مجتمعية فعالة إلى جانب العمل على تصحيح صورة رجل الأمن لدى المواطنين لأن جانبا كبيرا ومهما من قتامة الصورة راجع إلى شحن إعلامي لا يستند إلى أسس واقعية. ودعا كومان أجهزة الإعلام الأمني الى نقل الوقائع الأمنية الصحيحة ونشر التحقيقات التي تعكس الصورة الحقيقية لرجل الأمن وتبرز قربه من المواطن وحرصه على خدمته والتلاحم معه في شراكة نبيلة هدفها أمن البلاد والعباد وتعزيز عرى التعاون مع وسائل الإعلام المختلفة واطلاعها على مجريات القضايا الأمنية بكل شفافية وبعيداً عن اللغة الخشبية مما يولد لديها الثقة في أجهزة الأمن ويضمن حق المواطن المشروع في الاطلاع على الأوضاع بالإضافة إلى عدم الإخلال بمقتضيات التحقيقات أو تعريض أمن البلاد والسكينة العامة للخطر. وبين معالي الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب أن أجهزة الإعلام الأمني تسعى إلى تعزيز وعي المواطن بالقضايا الأمنية وإدراكه لخطورة الجريمة وعواقبها الوخيمة داعيا تلك الأجهزة إلى ضرورة مواكبة كل المستجدات على الصعيد الأمني واتخاذ الإجراءات اللازمة لتوعية المواطن بالجرائم المستجدة. وسيبحث المؤتمر على مدى يومين عدة موضوعات تتعلق بدور التقنيات الحديثة في نجاح مهمة الإعلام الأمني وتعاطي وسائل الإعلام مع أخبار الجريمة والعنف وانعكاسها على المجتمع إلى جانب مناقشة إنشاء صندوق عربي لتمويل الأنشطة الإعلامية الأمنية المناهضة للإرهاب والإنتاج الإعلامي الأمني المشترك وسبل مواجهة الاحتيال باستخدام وسائل الإعلام. // انتهى //