انطلقت اليوم بمدينة مراكش المغربية أعمال ندوة تنظمها المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة (ايسسكو) حول موضوع "سبل حماية الشباب من مخاطر الجريمة الإلكترونية" بمشاركة عدد من الأساتذة والخبراء في مجالي القانون والإعلام الى جانب عدد من الباحثين . وفي افتتاح الندوة أوضح ممثل منظمة (ايسسكو) الدكتور المحجوب بنسعيد خبير الاتصال أن العالم المتقدم أصبح يعيش تحولا جدريا حقيقيا وانتقالا سريعا من المجتمع الصناعي الى مجتمع المعلومات والمعرفة مضيفا أن هذه العملية الدينامكية تشكل بوادر تغيرات جذرية في جميع المجالات المتمثلة في انتاج المعلومات والمعارف ومعالجتها ونشرها وفي أنماط السلوكيات المجتمعية والممارسات الاقتصادية والتجارية وكذا في القوانين والتشريعات المنظمة لقطاع المعلومات والاتصال. واستعرض الدكتور بنسعيد المراحل التي مرت منها الجريمة الإلكترونية منذ بروزها في أوائل الثمانينات من القرن الماضي, وأكد أن عددا من البلدان اعتمدت تشريعات لمكافحة هذه الجريمة من خلال وضع اتفاقيات ومذكرات تفاهم ثنائية بين البلدان . وقال إن منظمة (ايسيسكو) أولت في خطة عملها للسنوات 2010/2012 عناية فائقة للبرامج والأنشطة الهادفة الى الاهتمام بالأبعاد الأخلاقية والثقافية لتقنيات المعلومات والاتصال في العالم الإسلامي مشيرا الى أن المنظمة سعيا منها للمساهمة في مواجهة هذه المخاطر قررت في إطار أنشطتها لسنة 2011 بتعاون مع وزارة العدل المغربية عقد هذه الندوة أخذا بعين الاعتبار التطور المتواصل الذي يشهده المغرب في مجال ترسيخ ثقافة الديمقراطية وحقوق الانسان ومحاربة التطرف الفكري والإرهاب الإلكتروني والتعصب والكراهية في تجربة فريدة من نوعها ورائدة على المستوى الإفريقي والعربي والدولي . وتناقش الندوة التي تستمر يومين أربعة محاور رئيسَة تهم "الشباب والأنماط التقليدية للجريمة الإلكترونية" و"الآثار النفسية والاجتماعية للجريمة الإلكترونية" و"الإجراءات القانونية لضبط الجريمة الإلكترونية" و"آليات التصدي للجريمة الإلكترونية في علاقاتها بالشباب المستعمل لتقنيات المعلومات والاتصال في الأماكن الخاصة والعمومية". وتهدف الندوة التي تنظم بالتعاون مع وزارة العدل المغربية إلى التعريف بالقوانين والتشريعات الخاصة بالجريمة الإلكترونية على المستوى الدولي والعربي وإبراز التحديات التي تعترض مواجهة الجريمة الإلكترونية وعرض الجهود المبذولة من طرف الجهات المختصة في هذا المجال ودراسة السبل الكفيلة بتحصين الشباب من مخاطر الجرائم الإلكترونية وتفعيل دور وسائل الإعلام والمجتمع المدني في هذا المجال. // انتهى //