واصل المؤتمر العالمي ظاهرة التكفير : الأسباب - الآثار- العلاج مساء اليوم جلساته بجلسة تاسعة للمؤتمر برئاسة معالي الدكتور عبدالله بن صالح العبيد ومقرر الجلسة الدكتور جبريل بن محمد البصيلي ، وتناولت المحور الخامس للمؤتمر (شبهات الخوارج والجماعات التكفيرية المعاصرة والرد عليها). وألقت الدكتورة أحلام محمد السعدي فرهود من مصر بحثاً بعنوان (فكر التكفير عند جماعات الإسلام السياسي من الاعتناق إلى المراجعة) ناقشت خلاله الرؤى والأفكار التكفيرية لجماعات الإسلام السياسي في مصر ومرجعيتها، سواء في حال الاعتناق التي صاحبتها موجة واسعة من العنف ضد السلطة والأفراد في كثير من المجتمعات العربية، أو في حالة المراجعة الفكرية التي أسفرت عن مراجعة أسس التكفير عند تلك الجماعات مصحوبة بتراجع واضح عن ممارسة العنف ضد الدولة والنظام عبر قراءة وتحليل كتب ووثائق جماعات الإسلام السياسي . بينما وقفت الباحثة إنصاف أيوب المومني من الأردن في دراستها ( الأدوار الوظيفية التي يضطلع بها الإعلام الهادف في إعداد جيل النخبة لمواجهة ظاهرة التكفير) على إبراز معالم الأدوار الوظيفية التي يضطلع بها الإعلام في بناء جيل النخبة لمواجهة ظاهرة التكفير، وإن كانت المعالم تتداخل فيما بينها وبين البناء الداخلي لجيل النخبة والبناء الدعوي إلا أنها تشكّل في مجملها إطلالة مختزلة تمّهد سبل البناء، وتوفر مناخاً صحياً له للرقي برتبته، وانتهت الدراسة إلى عدد من التوصيات، مؤكدة أن الأزمة الخانقة التي تمرُّ بها الأمة منبهٌ لتنشيط الإرادة واستعادة الهمة؛ لرسم استراتيجية إيمانية تربوية مرنة محكمة بعيدة المدى تأخذ بعين الاعتبار ألاّ يكون الحاضر والآتي امتداداً لإخفاقات الماضي، وأنه لم إذا لم يتم التخطيط للحاضر والمستقبل، فسيأتي من يفرض علينا مخططه، ويفسد علينا العاجل والآجل ، وقالت إن هذه الاستراتيجية بلا ريب، ليست من قبيل النافلة والتطوع ولكنها أمانة ورسالة لا تنفك عن الأمة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. من جانبها عرضت الدكتورة عالية صالح سعد القرني من المملكة العربية السعودية في دراستها (الشبهات العقلية والنقلية عند الخوارج وإبطالها) شبهات الخوارج مما عدّوها أدلة لديهم على كفر العاصي، وناقشتها بنصوص الكتاب والسنة والعقل الصريح، فقالت إن الخوارج جعلوا لهم مستندات نقلية وعقلية لإضفاء الشرعية على حكمهم بالكفر على مرتكب الكبيرة، مما أدى بهم إلى رد معاني الآيات القرآنية حتى تتفق مع ما ذهبوا إليه من تكفير أهل الذنوب وذلك لتأييد مذهبهم , موضحة أن جميع استدلالات الخوارج لا دلالة فيها على تكفير مرتكب الكبيرة، بل هي من باب اتباع المتشابه، بالإضافة إلى كونها أدلة عامة، وأدلة أهل السنة أدلة خاصة، والخاص يقدم على العام. // يتبع //