افتتحت بالعاصمة القطرية الدوحة اليوم أعمال الدورة الاعتيادية الخامسة والثلاثين لمجلس محافظي وحكام المصارف المركزية ومؤسسات النقد العربية. ولفت رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية بدول قطر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني الانتباه في كلمة ألقاها اليوم نيابة عنه الشيخ عبد الله بن سعود آل ثاني محافظ مصرف قطر المركزي، في افتتاح أعمال الدورة، إلى أن التطورات التي تشهدها بعض البلدان العربية منذ بداية العام عكست مدى الحاجة لمعالجة جذرية وأكثر شمولية لمشكلة البطالة بوجه عام وبين فئات الشباب بوجه خاص، مما يستدعي إعادة النظر في السياسات التنموية لتكون أكثر تلبية لاحتياجات أسواق العمل من الوظائف الجديدة. وأكد أن تلبية احتياجات أسواق العمل من الوظائف لا يمكن أن تتم بالوسائل التقليدية التي تم اتباعها في السابق بل بانتهاج استراتيجيات وسياسات هيكلية متعددة الأوجه على المدى القصير والمتوسط وبتنفيذ المزيد من الاصلاحات التي تزيل الخلل في منظوماتنا الاقتصادية وتعيد إليها الحيوية التي تنسجم مع معطيات العصر وروحه. وأكد أن الأولويات في المدى القصير تتمثل في معالجة مشاكل العدالة الاجتماعية الطارئة مع العمل في الوقت نفسه على المحافظة على الاستقرار الاقتصادي والمالي الكلي، فيما تعتمد الاولويات على المدى المتوسط على جوانب متعددة التوجهات والسياسات الاقتصادية، التي يتطلب نجاحها قدرا كبيرا من الاستثمارات والتدفقات المالية. وبين الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني أن أهم الاولويات على المدى المتوسط تكمن في الحاجة لتعزيز متطلبات الاندماج الاقتصادي والمالي بين الدول العربية مما قد يساهم في زيادة مستويات الاستثمارات اللازمة لتوسيع فرص النمو المنشود. وأشاد بما بذله محافظو البنوك المركزية في الدول العربية من خطوات تنسيقية سابقة على درب التعاون المشترك خدمة لمجتمعاتنا العربية .. مضيفا ان اجتماع الدوحة اليوم يكتسب أهمية إضافية في وجه التحديات التي أحدثتها التطورات المتلاحقة في عالمنا العربي فضلا عما خلفته الأزمة المالية العالمية على مدى الأعوام الثلاثة الماضية من تداعيات. ونبه إلى الدور الهام الذي تلعبه المصارف المركزية في اقتصاديات الدول العربية مما يوجب بذل مزيد من الجهد لتنسيق وتوحيد المواقف بهدف تحقيق ما نصبوا إليه من تنمية مستدامة للشعوب العربية وتحقيق التوازن المطلوب بين عجلة النمو الاقتصادي من ناحية والاستقرار المالي من ناحية أخرى. من جانبه ، قال المدير العام ورئيس مجلس إدارة صندوق النقد العربي الدكتور جاسم المناعي، إن التطورات السياسية والاقتصادية الاقليمية والدولية لها تداعيات اقتصادية ومالية كبيرة في العالم العربي بعضها استقر الآن ضمن حدود يمكن تقديرها والبعض الآخر لازال مستمرا في التفاقم نظرا لاستمرار هذه التطورات وتاثيرها على الأوضاع الاقتصادية والمالية للدول المعنية. // يتبع //