اجتازت بلجيكا الليلة الماضية مرحلة وصفت بأنها حاسمة في إدارة الأزمة السياسية التي تعصف بها منذ أكثر من 500 يوم وباتت البلاد تتجه نحو بلورة مخرج سياسي لتشكيل حكومة اتحادية جديدة. وتوصلت الأحزاب الثمانية المشاركة في مفاوضات حلحلة الأزمة إلى اتفاق في ساعة متأخرة الليلة الماضية بشأن تسوية الوضعية الإدارية لضواحي العاصمة بروكسل والتي سيتم فصلها لتتبع مقاطعة الفلاندر الشمالية نزولا عن رغبة القوى الفلمنكية. ومثلت هذه المسألة حجر عثرة رئيسة أمام أية مصالحة بين الفلمنكيين والفرانكفونيين حتى الان, وتمكن الفلمنكيون من انتزاع اقرار فرانكفوني بحقوقهم اللغوية والإدارية على ضواحي بروكسل مما يفتح المجال إلى البدء بمفاوضات حول الملفات المتبقية بين القوى السياسية والمتمثلة في نقل عدد من صلاحيات الدولة الاتحادية للمقاطعات ورسم سياسة تمويل الموازنة العامة للدولة. وقال الوسيط السياسي اليو ديروبو انه سيستمر في الإشراف على التفاوض حتى بلورة اتفاق نهائي يشمل كافة الملفات المطروحة. وكان العاهل البلجيكي الملك ألبرت الثاني قطع إجازته السنوية يوم أمس الأربعاء وقرر العودة بشكل طارئ إلى بروكسل بسبب تطورات الأزمة السياسية في بلاده. على صعيد آخر أعلن رئيس الوزراء البلجيكي إيف لوترم نيته ترك منصبه ليصبح أميناً عاماً مساعداً لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية الأوروبية. وأشار لوترم في تصريحات له لوسائل الإعلام المحلية أنه سيتوجه إلى باريس، لتولي منصبه الجديد في نهاية شهر ديسمبر القادم. // انتهى //