تكثفت الاتصالات بين مختلف الهيئات والدوائر السياسية والأمنية الأوروبية في سعي واضح لاحتواء أية تداعيات محتملة للهجمات غير المسبوقة التي نفذها احد أنصار اليمين المتطرف في النرويج الجمعة الماضية وأسفرت عن مصرع ما يزيد عن تسعين شخصا. وأعلنت الشرطة الاتحادية الأوروبية (يوروبول) ومقرها لاهاي إنها قررت إرساء فريق عمل خاص لمساعدة النرويج والدول الاسكندينافية للتحقيق في أية تهديدات قد يعد لها اليمين المتطرف بعد هذه المستجدات. وقال مصدر دبلوماسي أوروبي في بروكسل إن الخلية الأمنية التي قررت الشرطة الاتحادية الأوروبية إرسائها بشكل عاجل ستتكون من خمسين من الخبراء و هدفها متابعة تحركات اليمين المتطرف وتحديدا الجهات التي جعلت من مناهضة الحضور الإسلامي في القارة مادة تحرك رئيسة لها . وقالت وسائل الإعلام الأوروبية إن الشخص النرويجي المتورط في هجمات أوسلو الجمعة الماضية أقام علاقات فعلية مع عدد من الحركات الأوروبية المتطرفة المناهضة للمسلمين وتحديدا ما يعرف بمنظمة( أوقفوا اسلمة اوروبا )والتي تتحرك في وضح النهار في عدة دول أوروبية ومنها بلجيكا وألمانيا وبريطانيا والنمسا وفرنسا وعدد من الدول الشرقية..وتدعو هذه المنظمة إلى ما يعتبره المحللون إلى حرب أهلية فعلية في اوروبا بين الأوروبيين والرعايا المنحدرين من أصل غير أوروبي. وقالت الإذاعة البلجيكية (أر-تي- بي -أف) صباح اليوم الاثنين إن إحدى كتابات القاتل النرويجي أندرس بيهرينغ بريفيك تشير بشكل مفتوح إلى تصريحات معادية للمسلمين صادرة عن مسئول الحركة الفلمنكية المتطرفة في بلجيكا فيليب ديونتر. وقد عمل مسئولو تنظيمات وحركات اليمين المتطرف في اوروبا ومن بينهم الهولندي غيرت فليدرس على التنصل من أية علاقة مع مرتكب هجمات أوسلو ولكن المسئولين الأوروبيين باتوا يواجهون معضلة شديدة الأهمية لان عددا من الحكومات الأوروبية لدول أعضاء في الاتحاد الأوروبي أقامت تحالفت مفتوحة مع اليمين المتطرف وعملت حتى الآن على التستر على هذه التحالفات .إلا ان توجه اليمين العنصري في اوروبا غالى إذكاء النزعات المتطرفة واستهداف النسيج الاجتماعي للمجتمعات الأوروبية نفسها سيجعل الأوساط الأوروبية أمام خيارات جوهرية في المستقل القريب حيث استهدف القاتل النرويجي بشكل مباشر رعايا نرويجيين في اكبر مذبحة تشهدها البلاد منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. // انتهى //