زفت محافظة الطائف ثلاث مائة عريس وعروس في حفل الزواج الجماعي السادس الذي أقامته الجمعية الخيرية للمساعدة على الزواج والرعاية الأسرية بمحافظة الطائف الليلة الماضية بحضور سماحة المفتي العام للمملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ. وأوضح سماحة المفتي العام للمملكة في كلمة له خلال الحفل أن المجتمع المسلم يتميز عن غيره من المجتمعات بأنه مجتمع متراحم، متساعد يشد بعضه أزر بعض ويقوي بعضه بعضا مستشهداً بقول المصطفى صلى الله عليه وسلم " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى". وقال " إن المؤمنين كما وصفهم الله تعالى رحماء بينهم ، يرحم الكبير الصغير والغني الفقير ، ويرحم ذو الجاه من دونه رحمة متبادلة ، دعا إليها الإسلام ورغب فيها" . وأضاف سماحته "أن الدين الإسلامي دين التكاتف والتعاون ، فالمسلم يسعى بالخير جهده بقدر استطاعته مالاً أو جاهاً ، فإذا رأى مريضاً عاده أو محتاجاً أعانه وضمد جراحه ويخفض جناحه للضعفاء والمساكين" . وشدد على أن الزواج في الإسلام له مكانته الرفيعة ومنزلته العالية، فهو سنة الحياة وهو السبيل في استمرار النوع البشري إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها . وعدد سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الفوائد الاجتماعية التي تتحقق من الزواج ومنها الرحمة والسكن والمحبة والأثر في أرواء الغريزة الشرعية المنظمة والبعيدة عن مواطن الرذيلة والانحراف، والإبعاد عن وساوس الشيطان، واندماج المسلم في المجتمع المسلم، وتدريب العبد على القيادة والريادة والرعاية ، ونيل الأجر في النفقة ، وتهذيب للنفوس وتزكية للأخلاق من خلال إبعادها عن الفواحش من الزنا والشذوذ والرقي بها إلى مستوى الكرامة والفضيلة مؤكداً أنه بالطرق الشرعية يزداد الخير. وأفاد أن شيوع الزواج في المجتمع المسلم علامة من علامات الخير والتوفيق والتسديد، وأنه وسيلة مهمة في مكافحة الجريمة مبيناً أن مكافحة الجريمة في الشريعة لا تتوقف على العقوبة التي يعاقب بها المجرم ولكن بالوسائل الشرعية ومن أعظمها الزواج والترغيب فيه لأن فيه تقليص وتقليل للجريمة بعد توفيق الله إضافة إلى اشتغال الإنسان بالحلال واغتنائه فيه عن الحرام. وأبان سماحته أن الزواج مسئولية عظمى تتطلب من الزوج أن يكون راعياً وحسناً في معاشرته ومعاملته بالمعروف للزوجة وشاكراً لله على هذه النعمة سائلاً الله تعالى أن يديم على هذه البلاد نعمة الأمن والأمان وأن يحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني ويسدد على طريق الخير خطاهم . // يتبع //