قال الأمين العام بان كي مون (عشية زيارته لتشرنوبيل) إن الحادثة الأخيرة في محطة الطاقة النووية باليابان مثل كارثة تشرنوبيل قبل 25 عاما تدعو "للتأمل العميق" حول مستقبل الطاقة النووية. لافتا إلى أن الحوادث النووية لا تحترم الحدود . وأضاف أن الدول تتحمل المسؤولية الرئيسية عن سلامة المنشآت النووية ،حاثا الحكومات على النظر في اعتماد الدروس المستفادة في ضوء الحادث الذي وقع بمحطة فوكوشيما جراء الزلزال المدمر في اليابان. وقال الأمين العام في كلمة أمام مؤتمر حول الاستخدام الآمن والمبتكر للطاقة النووية المنعقد في كييف بأوكرانيا "إن الحوادث النووية تمثل تهديدا مباشرا لصحة الإنسان وخسارة اقتصادية وتؤثر على كل شيء من الإنتاج الزراعي إلى التجارة والخدمات العالمية". وأشار كي مون إلى أن كارثة مفاعل تشرنوبيل بأوكرانيا عام 1986 وحادثة محطة فوكوشيما دايتشي في اليابان الشهر الماضي تثيران المخاوف والأسئلة بينما تقدمان درسا للمجتمع الدولي. وقال "إن الوقت مناسب للتأمل العميق في كيفية الاستخدام السلمي والآمن للطاقة النووية،مؤكدا الحاجة إلى إعادة التفكير عالميا حول هذا السؤال الأساسي لأن النتائج تؤثر على الجميع فتجب مناقشتها عالميا". وأحصى بان كي مون خمسة محاور لتعزيز السلامة النووية هي اعتماد الدول لتدابير تطبق أعلى درجات السلامة والحاجة إلى دعم الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتعزيز قدرتها في تطبيق أعلى معايير السلامة النووية الممكنة وتمكين المحطات النووية من مقاومة الزلازل والتسونامي خصوصا بالنظر إلى تغير المناخ وحالات الطقس المتقلبة. وركز الأمين العام على العلاقة الجديدة بين الكوارث الطبيعية والسلامة النووية ، وأضاف "إن التحدي المتمثل في التغير المناخي وزيادة التغيرات الحادة في الطقس يتطلب استعداد محطات الطاقة النووية لتحمل كل شيء من الزلازل إلى موجات المد ،والحرائق والفيضانات. وأكد ضرورة إجراء تحليل تكلفة الطاقة النووية وبناء علاقة أقوى بين السلامة النووية والأمن النووي،مفيدا أن كل واحدة منهما قضية مختلفة لكن تعزيز إحداهما سيقوي من الأخرى. وقال الأمين العام "في الوقت الذي يسعى فيه الإرهابيون وغيرهم للحصول على المواد والتكنولوجيا النووية فإن وجود أنظمة سلامة قوية في محطات الطاقة النووية سيعزز من الجهود الرامية لتعزيز الأمن النووي". وأضاف أن هذه الخطوات العملية يمكن تطبيقها لطمأنة مواطني العالم ولإعداد شعوبنا وكوكبنا لمواجهة تحديات الطاقة في القرن الحادي والعشرين. ووفقا للوكالة الدولية للطاقة النووية فإنه يوجد حاليا 443 مفاعلا نوويا تعمل في 29 دولة حول العالم ،وبعضها يقع في مناطق النشاط الزلزالي ،وأن 64 مفاعلات جديدة قيد الإنشاء . // انتهى //