يمثل تقدم القوى الوطنية الفنلندية بزعامة حزب" الفنلنديون الحقيقيون" في اقتراع يوم امس معضلة إضافية للمسئولين الأوروبيين في بروكسل والذين يواجهون العديد من الإشكاليات في إدارة الشأن الأوروبي حاليا . وتمكن القوميون الفنلنديون من اكتساح صناديق الاقتراع تحت خلفية مطالبتهم بشكل رئيس بمراجعة سياسيات بلادهم تجاه الاتحاد الأوروبي وتحديدا بشان تقديم مساعدات مالية مباشرة للدول المتسيبة والتي تعاني من تفاقم عجزها العام في منطقة اليورو مثل اليونان وايرلندا والبرتغال . ورفضت المفوضية الاوروبية في بروكسل اليوم التعليق رسميا على نتائج الاقتراع العام في فنلندا في إنتظار تشكيل إئتلاف جديد بين المحافظين والاشتراكين الديمقراطيين ولكن مصادر أوروبية حذرت من إن فنلندا قد لا تعتمد في المستقبل القريب خطة دعم البرتغال والتي تواجه معضلة خطيرة في ادارة ديونها السيادية. ولكن هذه الإشكالية ليست الوحيدة التي تواجه المسئولين الأوروبيين حيث إن تقدم اليمين المتطرف في فنلندا يأتي في وقت احتدم فيه الجدل داخل الاتحاد الأوروبي بشان إدارة موضوع الهجرة واللجوء. وركز المتطرفون الفنلنديون جانبا هاما من حملتهم الانتخابية على هذا العنصر المحدد في المعادلة الاوروبية ودعوا إلى خروج بلادهم بشكل سريع من منظومة شنغن الأمنية بسبب تفاقم ظاهرة الهجرة. ويشهد الاتحاد الأوروبي حاليا جدلا واسعا بشان التعامل مع المهاجرين وتصاعدت وتيرة المشادة بين فرنسا وايطاليا في الآونة الأخيرة أسفرت عن تعليق حركة التنقل بالقطارات بين البلدين خلال اليومين الأخيرين قبل إستئنافها اليوم. وقد دعا الرئيس الأوروبي هرمان فان رومباي في حديث أذيع في بروكسل اليوم إلى تجنب المبالغة عند التطرق للخلاف الفرنسي الايطالي حول الهجرة. وقال إن المستجدات في الدول العربية ولدت واقعا جديدا تتسبب في حركات نزوح لكن يجب عدم المبالغة في تصوريها. وتقول ايطاليا ان الدول الاوروبية لا تبدي تضامنا معها في تحمل موجات نزوح المهاجرين وهو ما يدحضه الاتحاد الأوروبي. // يتبع //