أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن سوريا تتعرض اليوم لمؤامرة كبيرة لها بعض الخيوط داخل البلاد , لافتا إلى أن هذه المؤامرة تعتمد في توقيتها وفي شكلها على ما يحصل في الدول العربية من ثورات واصلاحات تنادي بالحرية. جاء ذلك في خطاب ألقاه الرئيس الرئيس الأسد في مجلس الشعب اليوم وأوردته وكالة الأنباء السورية وكان موجها إلى الشعب السوري وتناول فيه القضايا الداخلية والأحداث الأخيرة في سوريا والمنطقة. وحذر الأسد في خطابه من تداعيات الخلط بين ثلاثة عناصر هي الفتنة والاصلاح والحاجات اليومية للمواطن مبينا ان الفتنة تغلبت على العنصرين الاخرين وبدأت تقودهما وتتغطى بهما ما سهل عملية التغرير بالكثير من الأشخاص الذين خرجوا في البداية عن حسن نية. ورأى ان ما حصل في سوريا مؤخرا لا علاقة له بالاصلاح وخاصة بعد ان ظهرت أعمال التخريب للمنشآت والقتل مشددا على ضرورة وأد الفتنة باعتبارها واجبا وطنيا واخلاقيا وشرعيا. وأكد الاسد ان البقاء من دون اصلاح للبلد امر مدمر ولا يمكن لنا البقاء دون اصلاح مشيرا الى ان التحدي الذي تواجهه سوريا الان يكمن في نوع الاصلاح الذي نريد ان نصل اليه وعلينا ان نتجنب اخضاع عملية الاصلاح للظروف الانية. وأوضح ان حزمة الاجراءات التي اعلن عنها يوم الخميس الماضي وخاصة قانون رفع حالة الطوارىء وقانون الاحزاب سيتم عرضها للنقاش العام على المؤسسات المعنية ريثما تطبق. وأشار الى أن الاصلاحات الاخرى المتعلقة بتعزيز الوحدة الوطنية ومكافحة الفساد والاعلام وزيادة فرص العمل سيتم الاعلان عنها قريبا بعد الانتهاء من دراستها وستكون من اولويات الحكومة الجديدة. وقال الرئيس السوري مخاطبا الشعب أتحدث اليكم في لحظة استثنائية تبدو الاحداث والتطورات فيها كامتحان لوحدتنا وهو امتحان تكرر كل حين بفعل مؤامرات تحاك ضد الوطن ونجحنا بفعل ارادتنا وتكاتفنا ان ننجح في كل مرة في مواجهته نجاحا باهرا يزيدنا قوة ومنعة. وأعرب الاسد عن حزنه واسفه للاحداث التي مرت وضحاياها مؤكدا حرصه الحفاظ على أمن الوطن وضمان استقراره. ووصف الاسد التحولات التي تشهدها المنطقة بأنها تحولات كبرى وهامة وستترك تداعياتها على كل المنطقة من دون استثناء وربما الدول العربية او ابعد من ذلك. وعبر عن الاعتقاد بأن هذه التحولات ستؤدي الى تحويل مسار القضية الفلسطينية معتبرا كل ما يحصل "ايجابيا" في مقدماته. وقال ان "سوريا ليست بلدا منعزلا عما يحصل في العالم العربي فنحن جزء من هذه المنطقة نتفاعل ونؤثر ونتأثر ولكن نحن في سوريا لدينا خصائص ربما مختلفة اكثر في الوضع الداخلي وفي الوضع الخارجي". واشار الى "انه في الوضع الداخلي بنيت السياسية السورية على التطبيق والانفتاح والتواصل المباشر مع الشعب بغض النظر عن وجود سلبيات وايجابيات في حين انه في السياسة الخارجية فلقد بنيت على التمسك بالحقوق الوطنية والقومية وكذلك على الاستقلالية ودعم المقاومات العربية عندما يكون هناك احتلال. وشدد الرئيس السوري على ضرورة الوقوف على اسباب ما حدث في محافظة درعا والمتسببين والتحقيق والمحاسبة مؤكدا ان نزف الدماء يجب ان يكون من اجل ضرب الفتنة وليس من اجل تأجيجها. // انتهى //