تناولت الندوة الثانية من ندوات معرض الرياض الدولي للكتاب 2011م مساء اليوم " الصحافة والمطبوعات العربية في الهند " مسيرة الصحافة العربية في الهند وتأثيرها في النسيج الثقافي الهندي ، إلى جانب الاستعراض التاريخي للمطبوعات العربية وازدهارها ومساهمة دوائر المعرفة العربية في نشر المخطوطات الهندية والدراسات الشرقية ، وشارك في الندوة محسن عثماني، وعرفات ظفر، ومحمد مبين إقبال، وأجمل أيوب، وأدارها محمد عريف. و استعرض المحاضر محسن عثماني العديد من المؤلفين الهنود الذين كتبوا مؤلفاتهم باللغة العربية، معرجا على العديد من المراجع التي تعاقبت خلال العصور المختلفة، ومدى ما مثلته في حركتي الطباعة من جانب، وما صاحبها بعد ذلك في الكتابات الصحفية من جانب آخر، وذلك من خلال ظهور المطابع في الهند، وفي البلدان العربية. أما المحاضر محمد أجمل فقد تناول جانبا من مسيرة الطباعة في الهند من خلال مطبعة كلكتا، وما قدمته من دور ريادي في طباعة العديد من كتب التراث الهندي عن طريق الحروف النحاسية المسبوكة، ومنها إلى مرحلة الطباعة الحجرية، التي وصفها بالأسرع وقدرتها آنذاك على طباعة الصور، مما جعلها تنتشر في القرن التاسع عشر، ليتجاوز عددها 200 مطبعة حجرية في كلكتا وحدها، مما أثرى حركة طباعة التراث الهندي التي عرض لها المحاضر العديد من الصور التي تحكي قصة الطباعة الهندية لأقدم الكتب التي كانت من أوائل الكتب ظهورا ، وما تبع ذلك من ظهور مطابع المهتمين بالحركة الثقافية وحققت انتشارا واسعا. وسلط الضوء على أجمل انعكاسات تأثير المطابع الصحفية ، وصولا إلى ما قدمته المطابع بعد ذلك من كم كبير من طباعة كتب التراث العربية التي وصلت إلى أربعة آلاف كتاب للمطبعة الواحدة، بسبب دخول المهتمين بالثقافة إلى مجال الصحافة والطباعة. أما المحاضر عرفات ظفر فقد تحدث عن ازدهار الصحافة العربية في الهند، وذلك من خلال ما أحدثته الطباعة في ظهور الصحافة، مستهلا حديثه منذ بدايات الطباعة في الهند، وما تبع ذلك من ظهور الصحف الهندية، وما أعقب ذلك من ظهور الطباعة باللغة العربية في الصحافة بعد الطباعة بعدة لغات آنذاك ، مستعرضا العديد من المطبوعات التي تنامى انتشارها لفترات، وتوقف مطبوعات أخرى في أوقات مبكرة لعدم رواجها. وعرج ظفر على العديد من المطبوعات من خلال تاريخ صدورها والفترة التي استطاعت أن تصدر خلالها، إلى جانب اللغات التي كانت تصدر بها وموعد صدورها، وعلاقاتها بالأجيال القارئة آنذاك، إلى جانب ما شكلته من جسور تواصل ثقافي بين الهند والبلدان العربية، إضافة إلى ما قدمته من تعريف بالتراث الهندي للمجتمعات العربية. أما محمد أمين إقبال فقد تناول في ورقة قدمها عن " مساهمة دوائر العارف العثمانية في نشر المخطوطات الهندية والدراسات الشرقية " في حيدر أباد وما قدمته في هذا السياق من جهود معرفية وثقافية، أسهمت بها على مستوى المخطوطات الهندية، واستطاعت أن تخدم بعد ذلك المخطوطات العربية . // أنتهى //