استعرض المشاركون في الندوة الثانية ضمن الفعاليات الثقافية لمعرض الرياض الدولي للكتاب، التي أقيمت بعنوان «الصحافة والمطبوعات العربية في الهند» عددا من المؤلفين الهنود الذين كتبوا بالعربية. وشارك في الندوة محسن عثماني وعرفات ظفر ومحمد مبين إقبال وأجمل أيوب، وأدارها محمد عريف. وعدد محسن عثماني في ورقته أسماء العديد من المؤلفين الهنود الذين كتبوا مؤلفاتهم باللغة العربية، معرجا على العديد من المؤلفات التي تعاقبت خلال العصور المختلفة، جانب من الندوة ( اليوم) ومدى ما مثلته في حركة الطباعة من جانب، وما صاحبها بعد ذلك في الكتابات الصحفية من جانب آخر، وذلك من خلال ظهور المطابع في الهند، إضافة إلى خروج تلك المؤلفات الهندية عبر ظهور المطابع في الدول العربية. واستعرض محمد أجمل الطباعة في الهند من خلال مطبعة «كلكتا»، وما قدمته من دور ريادي في طباعة العديد من كتب التراث الهندي عن طريق الحروف النحاسية المسبوكة، ومنها إلى مرحلة الطباعة الحجرية، التي وصفها بالأسرع وقدرتها آنذاك على طباعة الصور، مما جعلها تنتشر في القرن التاسع عشر، لتتجاوز عددها أكثر من 200مطبعة حجرية في كلكتا وحدها، مما زاد من إثراء حرجة طباعة التراث الهندي، التي عرض لها المحاضر العديد من الصور التي تحكي قصة الطباعة الهندية لأقدم الكتب التي كانت من آوائل الكتب ظهورا، وما تبع ذلك من ظهور مطابع المهتمين بالحركة الثقافية مثل «لنوكشور» وصحيفته التي حققت انتشارا واسعا. وهو ما ساهم في تتابع إنشاء المطابع الصحفية التي قدمت بعد ذلك كما كبيرا من كتب التراث العربية من فقه وغيره، وصلت إلى أربعة آلاف كتاب للمطبعة الواحدة، بسبب دخول المهتمين بالثقافة إلى مجال الصحافة والطباعة. ما ساهم في تتابع إنشاء المطابع الصحفية التي قدمت بعد ذلك كما كبيرا من كتب التراث العربية من فقه وغيره، وصلت إلى أربعة آلاف كتاب. أما عرفات ظفر فتحدث عن ازدهار الصحافة العربية في الهند من خلال ما أحدثته الطباعة في ظهور الصحافة، مستهلا ورقته بالحديث عن بدايات الطباعة في الهند، وما تبع ذلك من ظهور الصحف الهندية، وما أعقبه من ظهور الطباعة باللغة العربية في الصحافة بعد الطباعة لعدة لغات آنذاك. واستعرض ظفر العديد من المطبوعات التي تنامى انتشارها لفترات، وتوقف مطبوعات أخرى في أوقات مبكرة لعدم رواجها. معرجا على العديد من المطبوعات، إلى جانب اللغات التي كانت تصدر بها وموعد صدورها، وعلاقاتها بالأجيال القارئة آنذاك، إضافة إلى ما شكلته من جسور تواصل ثقافي بين الهند والدول العربية، وإلى ما قدمته من تعريف بالتراث الهندي للمجتمعات العربية. وتناول محمد أمين إقبال في ورقة بعنوان «مساهمة دوائر العارف العثمانية في نشر المخطوطات الهندية والدراسات الشرقية» في حيدر أباد وما قدمته من جهود معرفية وثقافية أسهمت بها على مستوى المخطوطات الهندية، واستطاعت أن تخدم بعد ذلك المخطوطات العربية. وتحدث إقبال عن محاور تتعلق بالدائرة من خلال الجوانب المالية إضافة إلى طرق التمويل، وإلى ما مرت به من تشكلات وتشكيلات إدارية، وما صحب ذلك من تطور وحركة تطوير لهذه الدائرة التي باتت تسهم أجل إسهام في خدمة التراث الهندي والعربي.