يسعى الملك البلجيكي ألبرت الثاني إلى استعادة التحكم في المبادرة السياسية في بلاده بعد أن وصلت العلاقات بين القوى السياسية الفلمنكية مجتمعة والقوى الفرانكفونية الممثلة لمصالح جنوب البلاد إلى حالة من شبه القطعية. وأعلن القصر الملكي في بروكسل أن ألبرت الثاني قرر الاجتماع مجددا بكافة رؤساء الأحزاب والقوى السياسية الكبرى في البلاد بدءا من اليوم للوقوف على ما يمكن القيام به لتجاوز الأزمة المحتدمة في البلاد بعد ان رفض المعسكر الفرانكفوني وفي جبهة موحدة مقترحات الزعيم القومي الفلمنكي بارت ديوفر بإصلاح هياكل الدولة الاتحادية واقتسام أعباء نفقاتها بين المجموعات اللغوية المختلفة. ويقول الفرانكفونيون إن خطة ديوفر لا يمكن قبولها لأنها تتسبب حسب رأيهم في تجريد الدولة الاتحادية من عدة صلاحيات حيوية على الصعيدين الاقتصادي والقضائي ولأنها أيضا تعيق تطور منطقة بروكسل العاصمة ولأنها لا تأخذ بعين الاعتبار التوازنات اللغوية في المناطق المحيطة بالعاصمة البلجيكية. وقال الزعيم القومي الفلمنكي بارت ديوفر لمحطة /في آر تي/ الفلمنكية انه قد لا يكون مستعدا لمعاودة الجلوس على مائدة التفاوض بعد الرفض الفرانكفوني .. أي انه يخطط للدعوة لانتخابات تشريعية عامة وهو اشد ما يخشاه الفرانكفونيون في هذه المرحلة الدقيقة من تفاعلات الموقف السياسي في البلاد بسبب تصاعد التأييد الشعبي في مقاطعة الفلاندر لأطروحات القوميين الداعين للاستقلال. ويحاول الملك البلجيكي الدفع بمختلف القوى الفرانكفونية والفلمنكية نحو استئناف المفاوضات وتجنب تنظيم اقتراع مبكر قد يجري بداية العام المقبل. ويخشى الاقتصاديون ان يتسبب حل البرلمان الحالي وتعليق أنشطته في غرق البلاد في دوامة أزمة فعلية وخانقة مما قد يزيد من ضغوط أسواق المال على بلجيكا. وفي تطور يعكس حدة التوتر بين الطائفتين الفلمنكية والفرانكفونية قام نواب من الحزب القومي الفلمنكي بطرح مشروع جديد أمام البرلمان ينادي بفصل ضواحي بروكسل إداريا عن العاصمة وسيتم البت فيه نهار الخميس المقبل. ومن المتوقع ان ترفع هذه المبادرة من حدة المواجهة الطائفية رغم طابعها الرمزي. كما ان الأحزاب الفرانكفونية قررت من جهتها عقد لقاء قمة على مستوى رؤساء كافة المنظمات والتيارات السياسية للتفكير في ارساء جبهة مناهضة للفلمنكيين. وقالت مختلف الصحف الفلمنكية الصادرة اليوم ان ردة فعل الفرانكفونيين على مقترحات الزعيم القومي الفلمنكي بارت ديوفر جاءت متسرعة وغير مدروسة ولاعتبارات انتخابية محلية .. وأنه لا يوجد حل فعلي للبلاد سوى عبر التفاوض حول عناصر محددة وواضحة وهو ما يعني تقديم الطرفين لتنازلات جوهرية. أما الصحف الفرانكفونية فقد كانت أكثر تشاؤما في افتتاحياتها وذكرت ان التطور الايجابي الوحيد المسجل خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية يتمثل في التوجه نحو إرساء جبهة فرانكفونية متحدة لمواجهة الشريك الفلمنكي المتشدد. // انتهى //