افتتح صاحب السمو الأمير بدر بن محمد بن جلوي محافظ الأحساء اليوم , فعاليات ملتقى " جواثا الثقافي" في نسخته الثانية والذي ينظمه نادي الأحساء الأدبي على مدى يومين في مقر غرفة الأحساء. وفي بداية الحفل, ألقى رئيس نادي الأحساء الأدبي الدكتور يوسف الجبر كلمة , أكد فيها أن اختيار موضوع الملتقى "الأحساء في كتابات الرحالة" يأتي كونه موضوعًا غنيًا بفكره وأدبه وفلسفته، ولتعاطف فؤاد المجتمع معه، مما يضمن الانتقال من عُقم النخبوية إلى رحاب خصوبة العمل الثقافي, مشيرا إلى أن الملتقى تزامن مع ذكرى اليوم الوطني وذكرى مئوية دخول جلالة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن - رحمه الله - الأحساء، حيث تفيض القلوب بالولاء والانتماء لمملكتنا وقيادتنا. وأوضح الدكتور الجبر أن النادي نفّذ خمسين فعالية ثقافية في العام الماضي ، وسيتكررَ هذا النجاح في هذا العام، حيث أن النادي يعد همزة وصل بين المثقفين يجمع القلوب ويؤلف النفوس، مع اهتمام عريض بإصدار عدد من الكتب الثقافية والأدبية، والتي اقتربت من العشرين إصدارًا، كان آخرَها معجمُ شعراء الأحساء المعاصرين، وقد تطلّب إنجاز هذا المعجم سنة كاملة من العمل الدؤوب والبحث المتواصل حتى تحقق الحُلم، وقد كان جديرًا بالأحساء أن تتوج عطاءها بمثل هذا المعجم، وهي الولود أم الشعراء المبدعين عبر العصور، منذ أن سجل التاريخ نبضات الإنسان في واحتها السمحة الهادئة، منذ عصر الجاهلية حيثُ طرفة وأضرابُه، إلى العصور الإسلامية حيثُ ابن المقرّب وأترابُه، إلى مطلع العصر الحديث حيثُ عبدالعزيز بن عبداللطيف آل مبارك وكوكبته العالمة الشاعرة. وأعلن رئيس نادي الأحساء الأدبي عن تكريم 27 شخصية وجهة في الملتقى ، ووجّه باسم أعضاء مجلس الإدارة ومثقفي وأدباء الأحساء جميعهم الشكر لسمو محافظ الأحساء على رعايته ودعمه النادي، وتوجيهاته الحكيمة، منوهًا بدور رجال الأعمال الذين سطروا في الأحساء صورة مشرقة لحبهم لوطنهم ودعمهم للثقافة، فكانت استجابتهم فاعلة فقد تبرعوا برعاية أكثر من فعالية بالنادي. ثم ألقى الدكتور أحمد الزيلعي كلمة الضيوف, أكد فيها على حضور الأحساء في المشهد الثقافي على مستوى المملكة، ودور الأندية الأدبية التي أعطت مساحة واسعة لإبداعات المثقفين والأدباء ولم تقتصر على ذلك بل أضحت وجهة ذات أبعاد متنوعة. وطُرّز الحفل بقصيدة للشاعر جاسم العساكر بعنوان " إلى الأحساء يوم لقائها الأول بالملك عبدالعزيز " قبل مئة عام. بعد ذلك شاهد الحضور فلمًَا وثائقيًا عن النادي وأنشطته التي نفذّها منذ أول تأسيسه عام 1427ه، بعد ذلك كُرّمت الشخصيات الفكرية والثقافية والإعلامية ، كما كُرّم الداعمون للملتقى. يذكر أن فعاليات الملتقى قد انطلقت صباح اليوم بثلاثة محاضرات أدارها الدكتور أحمد عمر الزيلعي وشارك فيها الدكتور عبدالله العسكر بورقة بعنوان " المستشرقة كورنيلا دالنبرج وزيارتها للأحساء " ألقاها نيابة عنه الدكتور سعد الناجم ، ومحاضرة بعنوان " الأحساء في وثائق الأرشيف العثماني " للدكتور سهيل صابان، ومحاضرة " رحلة ناصر خسرو للأحساء دراسة تاريخية نقدية " للدكتور مهنّد الدعجة، حيث تعدّ رحلة خسرو للأحساء من الدراسات العلمية ذات الجودة الأكاديمية العالية نظرا لمعاصرة صاحبها الأحداث ومشاهدتها وتدوينها، علاوة على إبرازها الجوانب الجغرافية والسياسية والاجتماعية والأدبية السائدة في حقبة الدراسة، كما تضمّنت محاضرة بعنوان " استرداد مقاطعة الأحساء بعيون غربية" للدكتورة عزّة بنت عبدالرحيم شاهين،التي عدّت الأحساء ذات موقع استراتيجي مهم بالنسبة لنجد، فهي الجسر الذي يربط بينها وبين العالم الخارجي، ويخرجها من عزلتها داخل الجزيرة ويوصلها إلى ساحل البحر. وتختتم الفعاليات غداً بأربع محاضرات هي : الأحساء من خلال كتابات الرحالة للدكتور جميل محمود بني سلامة،ورحلة ناصر خسرو للأحساء الجزء الثاني للدكتور فهد الحسين، ومحاضرة الأحساء في شعر الرحالة للدكتور عمر شحاته، وفي الجلسة الثانية محاضرة بعنوان " حركة الإعلام والنشر والتأليف في الأحساء " ويشارك فيها الشيخ عبدالرحمن الملا، وخليل الفزيع، وعبدالرحمن الملحم. // انتهى //