رعى محافظ الأحساء صاحب السمو الأمير بدر بن محمد بن جلوي آل سعود يوم أمس افتتاح ملتقى جواثى الثقافي الثاني الذي ينظمه نادي الأحساء الأدبي على مدى يومين في مقر الغرفة التجارية في المحافظة. وألقى رئيس النادي الدكتور يوسف الجبر كلمة في الحفل أكد فيها أن اختيار موضوع الملتقى "الأحساء في كتابات الرحالة" كونه موضوعًا غنيًا بفكره وأدبه وفلسفته، ولتعاطف فؤاد المجتمع معه، مما يضمن لنا الانتقال من عُقم النخبوية إلى رحاب خصوبة العمل الثقافي، وأشار الدكتور يوسف إلى تزامن الملتقى مع ذكرى اليوم الوطني وذكرى مئوية دخول جلالة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن للأحساء، حيث تفيض القلوب بالولاء والانتماء لمملكتنا وقيادتنا. وأعلن الدكتور الجبر عن تكريم 27 شخصية وجهة -في الملتقى-، ووجه باسم أعضاء مجلس الإدارة وجميع مثقفي وأدباء الأحساء الشكر لسمو محافظ الأحساء على رعايته ودعمه للنادي، ولوكيل المحافظة الأستاذ خالد البراك على متابعته ومشاركته للفعاليات، منوهًا بدور رجال الأعمال الذين سطروا في الأحساء صورة مشرقة لحبهم لوطنهم ودعمهم للثقافة، فكانت استجابتهم فاعلة منهم هؤلاء مجموعة الحسين والعفالق، والشيخ عبدالعزيز عبدالله الموسى، وشركة الجبر التجارية، فقد تبرعوا برعاية أكثر من فعالية بالنادي، ومن رعاة العمل الثقافي في الأحساء الناشر الأدبي والثقافي الأستاذ عبدالعزيز بن حسن الجبر والأستاذ إبراهيم الدوسري فقد قدما الكثير للنادي ودعما طباعة إصداراته عدة مرات، ثم ألقى الدكتور أحمد الزيلعي كلمة الضيوف أكد فيها على حضور الأحساء في المشهد الثقافي على مستوى المملكة، ودور الأندية الأدبية التي أعطت مساحة واسعة لإبداعات المثقفين والأدباء ولم تقتصر على ذلك بل أضحت وجهة ذات أبعاد متنوعة، وطرز الحفل بقصيدة للشاعر جاسم العساكر بعنوان "إلى الأحساء يوم لقائها الأول بالملك عبدالعزيز" قبل مئة عام، ومنها: حاشاك يا عبدالعزيز فلم تكن لحنًا على شفة الخلود معادا أبصرت قافلة الظلام طليقة نحو الحياة فما وقفت حيادا بعد ذلك شاهد الحضور فلمًَا وثائقيًا عن النادي وأنشطته التي نفذها منذ أول تأسيسه عام 1427ه، بعد ذلك تم تكريم الشخصيات الفكرية والثقافية والإعلامية والداعمين للملتقى، ومنها الزميل الفنان أحمد المغلوث مدير مكتب جريدة الرياضبالأحساء الذي قدم لسموه هدية بهذه المناسبة عبارة عن لوحة تشكيلية من عمل الفنان المغلوث . وكانت فعاليات الملتقى قد انطلقت في تمام الساعة الثامنة والنصف –صباح أمس- بثلاثة محاضر أدارها الدكتور أحمد عمر الزيلعي وشارك فيها الدكتور عبدالله العسكر بورقة بعنوان " كورنيلا دالنبرج وزيارتها للأحساء" ألقاها نيابة عنه الدكتور سعد الناجم وتضمنت قصة الشابةالأمريكية "كورنيلا دالنبرج" التي أصدرت مذكراتها وهي مبشرة مسيحية، قدمت إلى البحرين في عام 1922م، وبقيت فيها 40 سنة، وعملت ممرضة في القطيفوالأحساء وقطر والعمارة في العراق، وتجمع بين التبشير باليسوع وبين العمل الإنساني، ومحاضرة" الأحساء في وثائق الأرشيف العثماني" للدكتور سهيل صابان، أكد فيها أن الاهتمام العثماني بالأحساء يكمن في أوجه عدة منها: كونها المقر الإداري الأوحد للعثمانيين في الخليج العربي، وإدارتهم فيها قديمة، ومحاضرة"رحلة ناصر خسرو للأحساء "دراسة تاريخية نقدية " للدكتور مهند الدعجة، حيث تعتبر رحلة خسرو للأحساء من الدراسات العلمية ذات الجودة الأكاديمية العالية نظرا لمعاصرة صاحبها للأحداث ومشاهدتها وتدوينها، علاوة على إبرازها للجوانب الجغرافية والسياسية والاجتماعية والأدبية السائدة في حقبة الدراسة، ومحاضرة" استرداد مقاطعة الأحساء بعيون غربية" للدكتورة عزة بنت عبدالرحيم شاهين،التي اعتبرت الأحساء ذات موقع استراتيجي هام بالنسبة لنجد، فهي الجسر الذي يربط بينها وبين العالم الخارجي، ويخرجها من عزلتها داخل الجزيرة ويوصلها إلى ساحل البحر وتختتم الفعاليات اليوم الأربعاء بأربع محاضرات هي الأحساء من خلال كتابات الرحالة للدكتور جميل محمود بني سلامة، رحلة ناصر خسرو للأحساء الجزء الثاني للدكتور فهد الحسين، ومحاضرة الأحساء في شعر الرحالة للدكتور عمر شحاته، وفي الجلسة الثانية محاضرة" حركة الإعلام والنشر والتأليف في الأحساء، ويشارك فيها الشيخ عبدالرحمن الملا، وخليل الفزيع، وعبدالرحمن الملحم .