تستمر محاولات حلحلة الوضع السياسي في بلجيكا ولكن دون أن تبدو أية ملامح عملية لتجاوز مسبباتها المؤسساتية نظرا لتباين مواقف الأطراف السياسية المعنية بإدارة مفاوضات تشكيل ائتلاف جديد في البلاد. وتدخل الأزمة السياسية البلجيكية منعطفا حاسما في وقت واصل فيه زعيم الحزب الاشتراكي الفرانكفوني اليو ديروبو اتصالاته طوال يوم أمس الاثنين ومن المتوقع ان يستمر في ذلك اليوم الثلاثاء مع مندوبي سبعة أحزاب من المرجح أن تشارك في الحكومة المقبلة. وقال متحدث باسم ديروبو إن هذا الأخير سيعقد اجتماعا موسعا وعاما يجمع كاف الأحزاب السبعة اليوم. ورغم التكتم التام المصاحب لمجمل هذه الاتصالات فإن حالة من القلق تساور السياسيين الذين لم يعد يراهن العديد منهم على فرص بلورة مخرج سريع للأزمة . وتقول الصحف البلجيكية إن المفاوضات والاتصالات الحالية تشهد العديد من المساومات والمزايدات التي قد تقطع الطريق أمام فرص تشكيل حكومة توافق تقبل بحل إشكاليات إصلاح الدولة الاتحادية من جهة وتقديم تنازلات مالية واقتصادية من مقاطعة إلى أخرى من جهة ثانية. وقال مصدر بلجيكي قريب من المفاوضات إن الأطراف الفرانكفونية تمارس ضغوطا كبيرة حاليا على الزعيم القومي الفلمنكي بارت ديوفر الذي اكتسح حزبه انتخابات يونيو الماضي لمعرفة إلى أي مدى يمكنه أن يذهب في مطالبته بصلاحيات محددة لمقاطعاته على حساب الدولة الاتحادية ومعرفة إذا ما كانت إستراتيجيته الفعلية تهدف في نهاية المطاف لنسف مقومات الدولة الاتحادية ام انه يريد فقط تمكين مقاطعة الفلاندر من عدد محدود من الصلاحيات على الصعيد المحلي. وقالت صحيفة لاليبر بلجيك الصادرة اليوم في بروكسل إن كافة الاحتمالات المطروحة في حالة فشل مهمة الوسيط الحالي تبدو مثيرة للقلق لأنه سيكون من الصعب أولا تعيين وسيط جديد بسب تنامي التنافر بين الأحزاب السياسية وثانيا لأنه سيكون من الصعب تنظيم انتخابات جديدة بعد أشهر فقط من تنظيم الاقتراع الأخير الذي اكتسحه القوميون الفلمنكيون . وقالت الصحيفة إن هذه التطورات لا تثير الارتياح وان الخيار الثالث المتبقي هو الاصطدام الطائفي الذي يخشاه الجميع.. // انتهى //