أولت الصحف المصرية الصادرة اليوم اهتمامها بالقمة المصرية التركية التي عقدت أمس بين الرئيسين المصري حسني مبارك والتركي عبد الله جول التي تناولت تطورات عملية السلام في الشرق الأوسط وجهود إحيائها والمفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين كما تطرقت إلى القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك والعلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعمها في جميع المجالات. ونقلت الصحف عن المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية سليمان عواد قوله إن الرئيس مبارك أطلع نظيره التركي على جهود مصر لدفع عملية السلام وتحقيق المصالحة الفلسطينية .. منوها بأن زيارة جول رسالة واضحة على أن العلاقات المصرية التركية علاقة تكامل وليست تنافسا في الأدوار سياسيا أو اقتصاديا وأن مصر لا تبحث عن دور إقليمي بل تمارس دورها دون أجندة خفية. كما نقلت عن عواد قوله إن مصر وتركيا والمجموعة العربية يسعون لسرعة تشكيل لجنة تحقيق دولية محايدة حول الاعتداءات الإسرائيلية على أسطول الحرية .. لافتا إلى أن الجانب التركي يتفهم التأثير المباشر للوضع في غزة على اعتبارات الأمن القومي المصري مثلما تتفهم مصر تأثير الوضع في جنوب تركيا. وفي الشأن الفلسطيني أعتبرت الصحف أن الحديث عن أزمة جديدة داخل الحكومة الإسرائيلية ربما يكون مجرد مسرحية وهمية هدفها التهرب من استحقاقات عملية السلام بعد أن زادت الضغوط الخارجية وأحيانا الداخلية على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو لاتخاذ إجراء حقيقي يعيد الثقة لدى الفلسطينيين بأنه راغب فعلا في السلام. وقالت الصحف إن ما يعزز احتمال أن تكون مسرحية وهمية أن حكومة نيتانياهو بدأت تنفذ قانون مصادرة ممتلكات الغائبين عن القدس وبدأت حملة هدم50 منزلا وتهجير 32 عائلة في الأغوار بالضفة الغربية بدلا من العمل على إعادة بناء الثقة وإقناع الفلسطينيين بأنها جادة في السعي للسلام. وأوضحت أن الذين أثاروا زوبعة الخلافات ربما استهدفوا إظهار الحكومة الإسرائيلية في وضع لا يسمح لها باتخاذ قرارات مصيرية .. داعية ألا تنطلي هذه الخدعة على الإدارة الأمريكية وغيرها من الحكومات الأوروبية المطلوب منها أن تمارس نفوذها على تل أبيب للتجاوب مع مساعي السلام للخروج من الدائرة المفرغة التي تدور فيها المفاوضات. وأضافت أن مثل هذه التصرفات من إسرائيل هي التي جعلت مصر لا توافق على الانتقال إلى المفاوضات المباشرة إلا بعد أن تقوم حكومة نيتانياهو أولا بتهيئة الأجواء لنجاحها وإقناع الفلسطينيين بجديتها في السعي للتسوية الشاملة والعادلة. وخلصت الصحف إلى التأكيد على أن الأمر أصبح فعلا يقتضي الانتقال من مرحلة المفاوضات غير المباشرة التي لم تحرز تقدما يذكر إلى المفاوضات المباشرة المأمول منها إحداث نقلة نوعية على طريق التسوية النهائية للمشكلة الفلسطينية. // انتهى //