بعد ثلاثة أسابيع من الاتصالات والمشاورات المتعددة الاتجاهات والتي شملت مختلف القوى السياسية والاجتماعية والاقتصادية والحزبية انهي الزعيم القومي الفلمنكي مهمته الاستطلاعية لتشكيل ائتلاف حكومي جديد دون بلورة أية أرضية اتفاق . وقام ديوفر بتسليم الملك البلجيكي ألبرت الثاني تقريره النهائي عن مهمته التي باءت بفشل نسبي حسب المراقبين لكونه تمكن من إحراز تقدم محدود في بعض الملفات الاجتماعية والاقتصادية العالقة في البلاد لكنه اخفق في حلحلة الملف الطائفي المتمحور بشكل رئيس حول نقل عدد من صلاحيات الدولة الاتحادية إلى المقاطعات ،أولا وثانيا حل إشكالية الوضعية الإدارية لضواحي بروكسل. وتتنازع الطائفتان الفرانكفونية والفلمنكية على هذه الضواحي ذات الانتماء الجغرافي الفلمنكي والكثافة السكانية الفلمنكية ،منذ عدة سنوات وتسب ذلك في سقوك الحكومة الاتحادية الأخيرة. والتقى الملك ألبرت الثاني طيلة ساعتين ونصف نهار الخميس مع زعيم الحزب الاشتراكي الفرانكفوني اليو ديريبو وكلفه بمهمة مما أطلق عليها القصر الملكي بمهمة إدارة فترة ما قبل تشكيل الحكومة وهو مصطلح سياسي جديد يركن إليه الملك البلجيكي للمرة الأولى ويعكس صعوبة بلورة اتفاق. وقال بارت ديوفر زعيم الحزب القومي الفلمنكي للصحفيين عقب فشل مهمته انه قام بكل ما في وسعه لتقريب وجهات النظر، ولكن يتضح إن بلورة أي اتفاق فعلي يسمح بتشكيل وزارة لن يتم قبل شهر أكتوبر المقبل على الأقل موعد العودة البرلمانية واستئناف مجلسي الشيوخ والنواب لنشطهما العادي . ومن المتوقع أن يتولى الاشتراكي الفرانكفوني مهمة استطلاعية جديدة ولكن الخلافات بين السياسيين البلجيكيين وبما فيهم بين السياسيين الفرانكفونيين أنفسهم بشان طبيعة التعامل مع المسالة الطائفية ستلقي بثقلها بشكل كبير على هذه المهمة . وتسعى الأوساط السياسية البلجيكية إلى تجنب تعيين وسيط رسمي بين الطائفتين الفرانكفونية والفلمنكية رغم الطريق المسدود الحالية وعدم الإيحاء بتفاقم الأزمة بسب تولي بلجيكا الرئاسة الدورية الأوروبية حاليا. // انتهى //