وقع صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار في مقر الهيئة في الرياض أمس مع معالي رئيس مؤسسة البريد السعودي الدكتور محمد صالح بن طاهر بنتن اتفاقية تعاون لدعم برامج وأنشطة التنمية السياحية وخدمة المجتمع. وأكد الأمير سلطان بن سلمان أن هذه الاتفاقية تعد تتويجا لتعاون قائم ومميز بين مؤسستين حكوميتين تشتركان في سعيهما للتطوير وتقديم خدماتها للمواطن عبر منهجية إدارية متطورة , وبرامج خدمية تعتمد على تقنيات الكترونية متفوقة, مشيرا إلى أن هذا التعاون يشكل نقطة تلاقي لمؤسسة البريد والهيئة لتنسيق الجهود والاستفادة من الإمكانات والخدمات المتوفرة لكل طرف, لاسيما وأن كلا من الهيئة والمؤسسة يشتركان في تقديم خدماتهما في كل أنحاء المملكة وهو ما جعل التكامل بين الهيئة والبريد السعودي مطلباً منطقياً لخدمة المواطن وتوفير المعلومة والخدمة اللائقة به في المجالات السياحية والتعريف بالتراث الوطني، وتشجيع الحرف اليدوية الذي يتم البدء به كأولى خطوات الاتفاقية التي تتيح عرض منتجات الحرفيين والحرفيات السعوديين في السوق الالكتروني الذي يشرف عليه البريد السعودي. ونوه سموه بالاهتمام الكبير الذي توليه الهيئة لقطاع الحرف والصناعات اليدوية ودعم العاملين فيه من خلال برامج التأهيل والتدريب, وإشراكهم في الفعاليات السياحية وتنظيم الأسواق الحرفية لهم في المواقع التاريخية والمجمعات التجارية. وذلك انسجاما مع رؤية الدولة للحرف والصناعات اليدوية على أنها قطاع منتج يسهم في أحداث الأثر الاقتصادي لشريحة واسعة من المجتمع. وأشار سموه إلى أنه سبق وأن أعدت لجنة مكونة من جهات حكومية وخاصة هي وزارة الاقتصاد ووزارة الداخلية ووزارة الشؤون البلدية والقروية ووزارة المالية ووزارة الشؤون الاجتماعية وزراة التجارة والهيئة العامة للاستثمار ومجلس الغرف التجارية إلى جانب الهيئة العامة للسياحة والآثار تصوراً لإنشاء برنامج وطني للحرف والصناعات اليدوية تحت مسمى "بارع" يرمي لتمكين الحرف والصناعات التقليدية في المملكة العربية السعودية من الانطلاق بشكل مؤسسي ومنظم يتيح لها أن تقدم الدور الاقتصادي الذي عرفت به على مستوى عدد من الدول في العالم بوصفها مجالاً جيداً لتوظيف المواطنين ودعم دخلهم والحد من الفقر في بعض المواقع الأقل تنمية كما أنها تمثل نشاطاً تجارياً مربحاً للمؤسسات والتكتلات الصغيرة والمتوسطة، و قد اتفق أعضاء اللجنة على تولي الهيئة قيادة هذه الصناعة وأن تحتضنها في مراحلها الأولى، ويضم الممولين والمسوقين ويدعم الحرفيين ويوفر فرص التدريب، وتأتي الاتفاقية مع البريد السعودي كإحدى الخطوات الجادة للتغلب على إحدى أبرز مشكلات الصناعات التقليدية و المتمثلة في إيجاد منافذ تسويق لهذه المنتجات تسهل على الراغبين الحصول عليها. من جانب آخر قال الدكتور صالح بنتن إن البريد السعودي يعمل في مشروع أطلق عليه السوق السعودي، والمتمثل في المتاجر المتكونة من ألف متجر، تضم كبار وصغار المتاجر في المملكة ، مبينا أن المتجر يتكون من عشرة طوابق في كل طابق 100 دكان مقسمة إلى أقسام رجالية ونسائية ومفروشات وسياحة وسفر وتذاكر طيران ومعاملات حكومية ومعاملات مالية وجميع هذه المتاجر . ويأتي توقيع الاتفاقية تماشياً مع أهداف وتطلعات البريد السعودي في القيام بدور مؤثر وفاعل في دعم التنمية السياحية وخدمة المجتمع في كافة المجالات، وتأسيساً على مبدأ الشراكة والتعاون الذي تنتهجه الهيئة العامة للسياحة والآثار في علاقتها مع الجهات المختلفة في القطاعين العام والخاص، لتحقيق أهداف وتوجهات الإستراتيجية العامة لتنمية السياحة الوطنية في المملكة، وهو المنهج الإداري الذي عرفناه من خلال الهيئة عندما قدمته أول مرة كمنهجية إدارية حديثة سرعان ما انتشرت بعد أن ثبت نجاحها وانتقل تطبيقها إلى العديد من الجهات الحكومية الأخرى. وتنص بنود مذكر التعاون على تبادل التعاون فيما يتعلق بالخرائط الرقمية, ودعم مقدمي الخدمات السياحية ، والتعاون لوضع آلية لمحاربة تهريب الآثار، ونقل القطع الأثرية، والتسويق للمقومات السياحية التي تتمتع بها مناطق المملكة، واستخدام بوابة التسوق الإلكتروني للبريد السعودي لتسويق المنتجات والحرف والصناعات والمشغولات اليدوية، وتبادل الدعم الفني لتسهيل عملية البحث عن المواقع السياحية ومقدمي الخدمات السياحية، والتمثيل والمشاركة في المعارض والمؤتمرات التي ترعاها الهيئة أو المؤسسة، وإصدار طوابع بريدية تعكس المقومات السياحية لمختلف المناطق والمواقع الأثرية والتراث العمراني التي تتميز بها المملكة، وتواجد مؤسسة البريد السعودي في الفعاليات والمناسبات السياحية التي ترعاها الهيئة لتقديم خدمة الشحن من وإلى مقر الحدث بأسعار مشجعه، ونقل القطع الأثرية في المشاركات والمعارض المحلية والدولية، وتطبيق خدمة التأمين مع طلب الوثائق المتعارف عليها دولياً، وتطبيق وتسهيل مشروع (هدية من) الذي يعني بتطوير وتسهيل تسويق منتجات الحرف اليدوية. كما نصت الاتفاقية على تعاون الطرفين في مجالات نشر وتعزيز الثقافة السياحية بالاستفادة من إمكانات البريد السعودي في الوصول إلى شرائح مجتمعية مختلفة . // انتهى //