ومنذ ذلك التاريخ تمكن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله بحكمته الثاقبة وبعد نظره من دعم السير بالمجلس نحو القمة متجاوزاً كل الصعوبات التي تقف في طريقه ساعياً مع اخوانه قادة دول المجلس إلى بلوغ الهدف المنشود. ومن بين أبرز الأدلة التي تبرهن على حرص المملكة العربية السعودية على وحدة هذا الكيان وصموده والعبور به إلى بر الأمان بالرغم من التحديات التي واجهته الموقف الرائد والمشرف الذي وقفه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله تجاه غزو النظام العرافي السابق لدولة الكويت الشقيقة العضو في مجلس التعاون ذلك الموقف الذي ستظل الأجيال المتعاقبة ترويه بدون كلل أو ملل موقفً يدل على شجاعته وحنكته ويترجم حكمته وبعد نظره. فمنذ اليوم الأول للغزو قام خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز طيب الله ثراه بإجراء سلسلة من الاتصالات والمشاورات الواسعة مع مختلف الاطراف العربية والإسلامية أملاً في إيجاد حل عربي إسلامي للقضية يجنبها أي تدخل أجنبي ويتيح المجال للتوصل إلى حل ينهي المشكلة والاثار المترتبة عليها ولكن نظام الحكم في العراق رفض الاستجابة لنداء العقل. وهنا نهض خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز يرحمه الله بمسئولياته الثقيلة بكل قوة واقتدار واتخذ القرار المناسب في الوقت المناسب فقد كان يوم الثامن عشر من محرم لعام 1411ه الموافق التاسع من شهر اغسطس 1990م نقطة تحول جذرية في الموقف برمته اذ أعلن الملك فهد بن عبدالعزيز طيب الله ثراه في كلمة استعرض خلالها الأحداث المؤسفة قراره التاريخي الحازم والحاسم بالاستعانة بقوات شقيقة وصديقة لمساندة القوات المسلحة السعودية في أداء واجبها الدفاعي عن الوطن والمواطنين ضد أي اعتداء. وقال خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله في هذا السياق / إن القضية واضحة تماماً فالأزمة الخطيرة في الخليج والتي تنذر بانفجار رهيب في المنطقة لها سبب واحد وهو العدوان العراقي على أرض الكويت وسيادته واستقلاله ومقدراته واذا كان سبب الأزمة واضحا تماماً فإن انهاء الازمة واضح تماماً أيضاً وهو ازالة السبب ويتمثل ذلك في الانسحاب العراقي من الكويت بلا شروط وعودة الشرعية إلى هذا البلد العربي المسلم الشقيق/. لقد كان الملك فهد رحمه الله يدرك بفضل ماحباه الله من حصافة في الرأي ونفاذ في البصيرة أن قوات الغزو العراقية ستنسحب من الكويت سلماً أو حرباً. وفي هذا السياق قال رحمه الله في كلمته في الدورة الحادية عشرة التي عقدت في الدوحة في 7 / 6 1411ه الموافق 24 / 12 / 1990 م / / لم نتخذ قرارا بحرب أو سلم ولكننا اتخذنا قرارا بعودة الكويت سلما ما أمكن السلم وحربا حين لا يبقى سوى الحرب /. ومن المواقف الخالدة أيضاً للمملكة العربية السعودية استقبال قيادة وحكومة وشعب الكويت أثناء الازمة في صورة تعكس عمق العلاقات والاواصر التي تربط بين قيادتي وشعبي البلدين الشقيقين. // يتبع // 10:06 ت م