أمير الشرقية يتسلم تقرير اليوم الوطني    محافظ الأحساء يشدد على سرعة إنجاز الخدمات للمستفيدين    فيصل بن مشعل يرعى احتفال جامعة القصيم باليوم الوطني    السعودية تعلن تقديم دعم مالي شهري لمعالجة الوضع الإنساني في غزة    من هم قادة «حزب الله» الذين قتلوا مع نصر الله ؟    مركز الملك سلمان يدعم المرأة اليمنية    مختصون يبحثون دور التكنولوجيا الرقمية في التصدي للإرهاب الفكري    بالإجماع.. إعادة تعيين العفالق رئيساً لرابطة «روشن» واللذيذ نائباً    الراجحي يعتمد البرامج الاجتماعية والمهنية لذوي الإعاقة    سعود بن جلوي يرعى حفل تعليم جدة    وزير التعليم: تطوير منظومة التعليم والتحول نحو التدريب الرقمي    «سعود الطبية» تطلق حملتها للتحصين ضد الأنفلونزا الموسمية    سمو نائب وزير الحرس الوطني يستقبل الكاتب والمستشار الاعلامي محمد ناصر الأسمري    أرفى تنظم أول معرض تفاعلي رقمي في الشرق الأوسط للتصلب المتعدد    «دوريات المجاهدين» بجدة تقبض على شخص لترويجه مواد مخدرة    مزاد تمور العلا يواصل فعالياته في أسبوعه الثالث    رئيس الوزراء اليمني يطلّع على سير الأعمال في مشروعي إعادة تأهيل "طريق العبر" و"منفذ الوديعة"    النصر يتحرك للحفاظ على كريستيانو رونالدو    "شبكة إيجار" تُسجّل أكثر من 10 ملايين عقد إيجاري مُنذ إطلاقها    هيئة الأفلام تطلق ملتقيات النقد السينمائي لعام 2024 بدءا من حائل    بلدية محافظة عنيزة تضبط مستودعاً يقوم بتخزين اللحوم بطرق مخالفة    بلدية الخبراء تكثف جولاتها الرقابية لمعالجة مظاهر التشوّه البصري    «الصحة» تغرّم 3 شركات طيران لمخالفتها أحكام نظام المراقبة الصحية في منافذ الدخول    سحب رعدية ممطرة على جازان وعسير والباحة ومكة    مدرب روما يمتدح قدرات سعود عبد الحميد    وزير الخارجية يلتقي وزير خارجية فنزويلا    قانون برازيلي لحماية حقوق الأمواج    ميزة جديدة.. «واتساب» يحجب رسائل المجهولين !    الليلة السعودية تستعرض الفرص التعدينية    افتتاح أول مزرعة عمودية للفراولة في العالم    18 أكتوبر.. انتهاء مهلة تخفيض سداد المخالفات المرورية    «أخمرين» تطلب رصف وإنارة الطريق    بيشة: رئة «نمران» بلا أوكسجين !    في خمس مناطق للقراءة والتأمل.. «الرياض تقرأ».. رحلة بين السطور    رحلة إثرائية    500 عمل فني تزيّن بينالي الفنون الإسلامية في جدة    وزير الثقافة للمبتعثين: القيادة تدعم تنمية القدرات البشرية في المجالات كافة    أحد رفيدة: مطالبات بتكثيف مكافحة الحشرات    في الجولة الخامسة من دوري يلو.. أحد يهدد الطائي.. والعربي يصطدم ب«الجبيل»    أوروبا تصوّت على قرار جمارك سيارات الصين الكهربائية    البرلمان العربي يدين الموقف الدولي المتخاذل.. مطالبة بوقف فوري للعدوان الإسرائيلي على غزة    5 أسباب للكوابيس والقلق أثناء النوم    5 نصائح.. تسرِّع التعافي بعد جرعات العلاج الكيميائي    هيئة الأدب والنشر والترجمة تُسخر التقنيات الحديثة لخدمة زوار "كتاب الرياض"    الزواج التقليدي أو عن حب.. أيهما يدوم ؟    قبضة الخليج تلاقي ماغديبورغ الألماني    سيدات الطائرة يدشّنّ منافسات دورة الألعاب السعودية    بغلف وباربيع يحتفلان بعقد قران أصيل    من دمَّر الأهلي ؟    دور أمانات المناطق في تحسين تجربة المواطن والمقيم    الرّفق أرفع أخلاق نبينا الأمين    يوم مجيد توحدت فيه القلوب    الزهد هو المجد في الدنيا والمجد في الآخرة    وطني.. مجد ونماء    مروّجو الأوهام عبر منصات التواصل الاجتماعي    رابطة العالم الإسلامي ترحب بإعلان المملكة إطلاق «التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين»    بحضور 3000 شخص.. أحد رفيدة تحتفل باليوم الوطني    محافظ هروب يرعى حفلَ الأهالي بمناسبة اليوم الوطني ال 94    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشأن الخليجي الأبرز في اهتمامات المملكة لخير شعوب المنطقة
نشر في البلاد يوم 24 - 05 - 2010

أولت قيادة المملكة العربية السعودية جل اهتمامها بالشأن الخليجي وعملت بكل صدق ومحبة واخلاص على تحقيق ما فيه خير شعوب المنطقة وأمنها واستقرارها.
فمنذ القمة التأسيسية لمجلس التعاون لدول الخليج العربية التي عقدت في أبوظبي عاصمة دولة الامارات العربية المتحدة في الحادي والعشرين من شهر رجب عام 1401 ه الموافق الخامس والعشرين من شهر مايو 1981 م برزت مواقف القيادة السعودية بالفعل قبل القول في دعم العمل الخليجي والنهوض به على المستويين الداخلي والخارجي.
وتجلى اهتمام القيادة السعودية بمجلس التعاون الخليجي منذ تلك القمة حيث عبر جلالة الملك خالد بن عبدالعزيز رحمه الله عما يحمله من رؤية ثاقبة تجاه انشاء هذا الكيان بقوله رحمه الله في تصريح أدلى به لوكالة أنباء الامارات عقب وصوله إلى أبوظبي " اننا نتطلع أن يكون لهذا التجمع الخير للأمة الإسلامية".
وأكد جلالته أن هذا التجمع يعمل لخير المنطقة ولا يهدف من قريب أو بعيد بطريق مباشر أو غير مباشر للاضرار بأحد فهو ليس تكتلاً عسكرياً ضد أي فريق وليس محوراً سياسياً ضد أي قوى.
وأضاف "انه التقاء دوري بين أخوه أشقاء يسعون للعمل على رفاهية ورخاء واستقرار شعوبهم المتجاورة".
وفي حديث لصحيفة السياسة الكويتية نشرته يوم 22 " 7 " 1401 ه الموافق 26 " 5 " 1981 اكد جلالة الملك خالد بن عبد العزيز رحمه الله أن مجلس التعاون الخليجي سيصل إلى تقنين التفاهم الودي وجعله عملاً منظماً تسير عليه معاملات المنطقة بيسر ومحبه لترجمة رغبة شعوبها وأهلها التي عاشت على الأخوة والوئام.
ووصف جلالته قمة مجلس التعاون الخليجي في أبوظبي بأنها حدث تاريخي طالما انتظرته طويلاً أجيال منطقة الخليج وشبه الجزيرة.
وجدد رحمه الله التأكيدعلى أن لقاء أبوظبي ليس موجهاً ضد أحد وهو لتنظيم حال أسرة واحدة يكون تحركها تحركاً موحداً.
وقال " ان هدفنا خير أمتنا وخدمة عقيدتنا الإسلامية وهي عقيدة بها كل الخير للبشرية وبها العدل وأي تفسير خارج هذا الإطار هو تفسير خاطئ الغاية منه التشويش وهو موضوع لم يعد يؤثر فينا".
وأضاف جلالته " قررنا بمشيئة الله مع اخواننا في الخليج أن نترجم الرغبات إلى نظم نسير عليها لصالح منطقتنا وحماية خيراتها ولتوحيد كلمتنا ".
"الملك فهد.. عطاء ورعاية منذ انطلاقة المجلس"
واطلع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز ال سعود رحمه الله بدور مهم في هذا المجال لما قدمه من عطاء ورعاية للمجلس منذ نشأته ثم إنطلاقته إذ وقف في الدورتين الأولى والثانية يشد من عضد أخيه جلالة الملك خالد بن عبدالعزيز رحمه الله ثم حمل المسؤولية إنطلاقاً من الدورة الثالثة التي عقدت في المنامة في شهر محرم من عام 1403ه الموافق لشهر نوفمبر من عام 1982.
ومنذ ذلك التاريخ تمكن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله بحكمته الثاقبة وبعد نظره من دعم السير بالمجلس نحو القمة متجاوزاً كل الصعوبات التي تقف في طريقه ساعياً مع اخوانه قادة دول المجلس إلى بلوغ الهدف المنشود.
ومن بين أبرز الأدلة التي تبرهن على حرص المملكة العربية السعودية على وحدة هذا الكيان وصموده والعبور به إلى بر الأمان بالرغم من التحديات التي واجهته الموقف الرائد والمشرف الذي وقفه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله تجاه غزو النظام العرافي السابق لدولة الكويت الشقيقة العضو في مجلس التعاون ذلك الموقف الذي ستظل الأجيال المتعاقبة ترويه بدون كلل أو ملل موقفً يدل على شجاعته وحنكته ويترجم حكمته وبعد نظره.
فمنذ اليوم الأول للغزو قام خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز طيب الله ثراه بإجراء سلسلة من الاتصالات والمشاورات الواسعة مع مختلف الاطراف العربية والإسلامية أملاً في إيجاد حل عربي إسلامي للقضية يجنبها أي تدخل أجنبي ويتيح المجال للتوصل إلى حل ينهي المشكلة والاثار المترتبة عليها ولكن نظام الحكم في العراق رفض الاستجابة لنداء العقل.
وهنا نهض خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز يرحمه الله بمسئولياته الثقيلة بكل قوة واقتدار واتخذ القرار المناسب في الوقت المناسب فقد كان يوم الثامن عشر من محرم لعام 1411ه الموافق التاسع من شهر اغسطس 1990م نقطة تحول جذرية في الموقف برمته اذ أعلن الملك فهد بن عبدالعزيز طيب الله ثراه في كلمة استعرض خلالها الأحداث المؤسفة قراره التاريخي الحازم والحاسم بالاستعانة بقوات شقيقة وصديقة لمساندة القوات المسلحة السعودية في أداء واجبها الدفاعي عن الوطن والمواطنين ضد أي اعتداء.
وقال خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله في هذا السياق " إن القضية واضحة تماماً فالأزمة الخطيرة في الخليج والتي تنذر بانفجار رهيب في المنطقة لها سبب واحد وهو العدوان العراقي على أرض الكويت وسيادته واستقلاله ومقدراته واذا كان سبب الأزمة واضحا تماماً فإن انهاء الازمة واضح تماماً أيضاً وهو ازالة السبب ويتمثل ذلك في الانسحاب العراقي من الكويت بلا شروط وعودة الشرعية إلى هذا البلد العربي المسلم الشقيق".
لقد كان الملك فهد رحمه الله يدرك بفضل ماحباه الله من حصافة في الرأي ونفاذ في البصيرة أن قوات الغزو العراقية ستنسحب من الكويت سلماً أو حرباً.
وفي هذا السياق قال رحمه الله في كلمته في الدورة الحادية عشرة التي عقدت في الدوحة في 7 " 6 1411ه الموافق 24 " 12 " 1990 م " " لم نتخذ قرارا بحرب أو سلم ولكننا اتخذنا قرارا بعودة الكويت سلما ما أمكن السلم وحربا حين لا يبقى سوى الحرب ".
ومن المواقف الخالدة أيضاً للمملكة العربية السعودية استقبال قيادة وحكومة وشعب الكويت أثناء الازمة في صورة تعكس عمق العلاقات والاواصر التي تربط بين قيادتي وشعبي البلدين الشقيقين.
"الملك عبدالله واصل مسيرة الدعم"
وواصل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ال سعود حفظه الله المسيرة في دعم مجلس التعاون لدول الخليج العربية ووضح ذلك جلياً في الكلمات التي ألقاها أيده الله في دورات المجلس الاعلى للمجلس التي رأس فيها وفد المملكة نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله.
ففي كلمته الضافية والشاملة في الدورة التاسعة عشرة التي عقدت في أبوظبي في 18 شعبان 1419ه الموافق 7 ديسمبر 1998م دعا أيده الله ورعاه إلى تحقيق المزيد من التعاون بين الدول الأعضاء في المجال الاقتصادي وركز على جملة من السياسات الاقتصادية التي من شأنها تسريع التعاون في هذا المجال مشدداً على ضرورة الاسراع في تفعيلها ومن أهمها قيام الاتحاد الجمركي على أساس تعرفة جمركية موحدة واقترح حفظه الله سنة واحدة كحد أقصى لإستكمال الاتحاد الجمركي الخليجي.
كما دعا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز " ولي العهد انذاك " في كلمته تلك إلى تحويل التعاون العسكري لدول المجلس من قوة رمزية إلى قوة فاعلة تحمي الصديق وتردع العدو.
وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز واضحاً وشفافاً وهو يطرح القضايا الملحة أنذاك التي تتطلب حلولاً جذرية وأهمها الصعوبات الاقتصادية التي كانت تواجهها دول المجلس نتيجة إنخفاض اسعار البترول.
وقال حفظه الله "لعله من الضروري أن نبدأ بأكثر التحديات الحاحاً فما مرت به دولنا وسائر الدول المصدرة للبترول في السنة الأخيرة من ظروف صعبة أمر يحتم علينا أن نسميها باسمها الحقيقي فنقول انها وصلت إلى مرحلة الأزمة وأدى التدهور السريع في أسعار البترول إلى انخفاض حاد في المداخيل أثر تأثيراً ملموساً على الايرادات في كل دولة من دول الخليج لذلك علينا الا نقف مكتوفي الايدي ونحن نرى مصدر دخلنا الأساسي يتعرض لهذه الهزة الكبيرة نتيجة الخلل الذي طرأ على التوازن المطلوب بين العرض والطلب في سوق البترول وهذا أمر يستدعي منا جاهدين السعي داخل منظمة الاوبك وخارجها لإعادة التوازن إلى السوق".
وتطرق أيده الله إلى توطين الوظائف فقال "إن التزام الدول بسد الحاجات الاساسية للمواطنين هو التزام ثابت ودائم إلا أننا لا نستطيع الخروج من الازمة الاقتصادية ما لم يواكب التزام الدولة توجه في الارتقاء بقدرات الفرد ومواهبة لكي يصبح أكثر قدرة على التنافس والانتاج والتأقلم مع المستجدات ولكي يمكن الوصول إلى هذا الهدف فإن على القطاع الخاص أن يخفف من الاعتماد على غير المواطنين ويحل المواطنين محلهم ضمن برنامج عملي مرحلي مدروس وذلك إنطلاقاً من أن اعتمادنا سياسة التخصيص يقوم على إيماننا التام بضرورة المشاركة الفعالة بين القطاعين العام والخاص".
واقترح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله إعادة النظر في مناهج التعليم بدول المجلس لرفع مستواها وطلب من قادة دول المجلس توجيه الوزراء المعنيين بإعطاء هذه الناحية ماتستحقه من أهمية. وقال أيده في هذا السياق " ان الحديث عن الاقتصاد لايجب أن يحجب عن انظارنا حقيقة اساسية وثروة حقيقية تكمن في الانسان بكل معطياته البشرية فهو الاستثمار الاجدى والانفع وانتم تعلمون أن غالبية مواطني دولنا من الشباب الذين تمكنا بفضل الله وتوفيقه من تيسير أسباب التعليم لهم يحتاج في مرحلته الراهنة والمستقبلية إلى كل ماهو جديد وحديث في مجال العلوم العصرية ذلك أمر يحتاج منا في دول المجلس إلى إعادة النظر في مناهج التعليم بدول المجلس لرفع مستواها ولعلكم تستحسنون معي توجيه الوزراء المعنيين بإعطاء هذه الناحية ماتستحقه من أهمية بحيث تكون أمامنا في لقائنا بإذن الله خطوط عريضة لمنهج خليجي دراسي للنظر فيه.
وفي الدورة الحادية والعشرين التي عقدت في مملكة البحرين في 4 شوال 1421ه الموافق 30 ديسمبر 2000م ركز خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز " ولي العهد انذاك " في الكلمة التي وجهها إلى الدورة على ضرورة تطوير التعاون العسكري بين الدول الاعضاء وتنمية القدرة الدفاعية الذاتية الفاعلة لدول المجلس.
وفي هذا السياق قال حفظه الله "" إذا كان التعاون الاقتصادي يمثل القاعدة والمنطلق لتوفير الرخاء والازدهار لمواطني مجلس التعاون عبر ايجاد شبكة من المصالح المشتركة والمتبادلة فإن تنمية قدرة دفاعية ذاتية وفاعلة لردع أي اعتداء محتمل على دولنا يشكل ضرورة قصوى لا يجوز التقليل من أهميتها او الاستهانة بها وهذا الامر كما هو معروف يتطلب منا جميعاً التحرك بكفاءة وحزم في اتجاه النهوض بقدرات المجلس الدفاعية ليتسنى لنا مواجهة التحديات الراهنة والمحتملة".
واضاف حفظه الله قائلا "ان ماتم انجازه في هذا المجال يظل محل تقديرنا إلا انه مازال أمامنا الكثير مما يتعين علينا بذله وتسخيره لبناء القوة الذاتية المطلوبة في إطار استراتيجية دفاعية واحدة تضع في خدمة الامن الخليجي كل ماهو متوفر لدينا من قدرات بشرية ومادية واذا ما أردنا لقوتنا العسكرية أن تكون فاعلة ومثمرة فإن من الضروري أن تستند هذه القوة على ارادة سياسية ورؤية مشتركة وموقف موحد ازاء كيفية التعامل مع الاحداث والتطورات المحيطة بنا".
ودعا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الى تسريع الخطى واستجلاء مواطن الضعف والخلل في مسيرة المجلس مؤكدا أن مجلس التعاون مدعو اليوم أكثر من أي وقت مضى لاثبات وجوده وتحسيس مواطنيه بالمكاسب والفوائد التي تعود عليهم من مثل هذا التجمع في مختلف الاصعدة الاقتصادية والسايسية والامنية واشعار المواطن الخليجي بالاجراءات التنفيذية التي تم أو يتم اتخاذها وأن لاتقتصر جهود قادة دول المجلس على البيانات والتصريحات فقد حان الوقت لنجعل من هذا الكيان قوة فاعلة ورافداً للخير والنماء لتتفيأ في ظلاله دولنا وتنعم بثمراته شعوبنا ومنطقتنا.
وفي الدورة الثانية والعشرين التي عقدت في العاصمة العمانية مسقط في الخامس عشر من شهر شوال 1422ه الموافق 30 ديسمبر 2001م واصل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز " ولي العهد انذاك " الاهتمام بقضايا الامة الخليجية وحمل همومها إلى تلك القمة حيث شخص حفظه الله في كلمته أمام القمة الداء واقتراح الدواء وقال أيده الله "إن الداء الذي لا أظننا نختلف على طبيعته هو الفرقة القاتلة التي ابعدت الجار عن جاره ونفرت الشقيق عن شقيقه".
ورأى حفظه الله ان الدواء يكمن في الوحدة التي تعيد الجار إلى جاره والشقيق إلى حضن شقيقه.
ويقول الملك عبدالله بن عبدالعزيز في هذا السياق "إن الوحدة الحقيقية لاتنصب على الشكليات ولكنها تقوم على مشاريع اقتصادية مشتركة تنظم من اقصاها إلى اقصاها وعلى مناهج دراسية واحدة تنتج جيلاً شاباً مؤهلاً لتعامل مع المتغيرات وعلى قنوات عربية وإسلامية تستطيع معالجة مشاكلنا".
وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز واضحاً وصريحا وهو يطرح القضايا الملحة أمام إخوانه قادة دول المجلس لمعالجتها وتسريع خطوات المجلس في تحقيق الوحدة والتعامل بين الدول الأعضاء في مختلف المجالات وصراحته تلك تنبع من حرصه أيده الله على تحقيق الاهداف التي أنشئ لأجلها المجلس.
ويقول حفظه الله في هذا السياق "إننا لانخجل من القول اننا لم نستطع بعد أن نحقق الأهداف التي توخيناها حين انشاء المجلس ولازلنا بعد أكثر من عشرين سنة من عمل المجلس نسير ببطء لايتناسب مع وتيرة العصر والانصاف يقتضي أن نقرر أن دول المجلس استطاعت تحقيق إنجازات طيبة يجيء في مقدمتها حل الأغلبية الساحقة من القضايا الحدودية المعلقة الان جزء يسير يذكرنا بالجزء الكبير الذي لم يتحقق فلم نصل بعد إلى انشاء قوة عسكرية واحدة تردع العدو وتدعم الصديق ولم نصل بعد إلى السوق الواحدة ولم نتمكن بعد من صياغة موقف سياسي واحد نجابه به كل الازمات السياسية".
وقدم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وثيقة لأصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس خلال اللقاء التشاوري الرابع للقادة الذي عقد خلال شهر مايو عام 2002م بمدينة الرياض تضمنت أراءه حفظه الله في تطوير وتفعيل مجلس التعاون ومن بينها إصلاح النظم التعليمية وتوحيدها في الدول الاعضاء بالمجلس تلك الوثيقة التي تعكس مدى حرصه حفظه الله على تفعيل آليات التعاون بين الدول الأعضاء وتوحيد السياسات الاقتصادية والتعليمية وغيرها كونها السبيل الوحيد لمزيد من الوحدة والتلاحم بين شعوب الدول الأعضاء وهو الهدف الأهم لمجلس التعاون الخليجي.
وتبنت الدورة الرابعة والعشرون للمجلس الاعلى لمجلس التعاون التي عقدت في دولة الكويت في ديسمبر عام 2003م أهمية اتخاذ القرارات اللازمة والخطوات العملية للبدء في تنفيذ أهداف استراتيجية التنمية الشاملة التي سبق إقرارها في الدورة التاسعة عشرة للمجلس الأعلى في ابوظبي.
وطالبت قمة الكويت بالبدء في عملية إصلاح النظم التعليمية وتوحيدها في الدول الأعضاء حسب ماجاء في الوثيقة المقدمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز "ولي العهد آنذاك".
"تطوير التعاون العسكري ونصرة فلسطين"
وواصل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز جهوده لتطوير التعاون العسكري الخليجي الذي طالب حفظه الله في القمة التاسعة عشرة في أبوظبي بتحويله من قوة رمزية إلى قوة فاعلة تحمي الصديق وتردع العدو فاقترح حفظه الله جملة من الأليات لتطوير ذلك التعاون عبر رسائل بعثها إلى إخوانه قادة دول المجلس قبل انعقاد الدورة السادسة والعشرين التي عقدت في شهر ديسمبر 2005م في أبوظبي.
وقد بارك المجلس الأعلى لمجلس التعاون الخليجي في دورته الخامسة والعشرين مقترحات خادم الحرمين الشريفين بشأن تطوير قوات درع الجزيرة وأحالها إلى مجلس الدفاع المشترك لدراستها ورفع التوصيات بشأنها وفي الدورة السابعة والعشرين التي عقدت في مدينة الرياض نهاية العام 2006م اطلع المجلس على نتائج الاجتماع الدوري الخامس لمجلس الدفاع المشترك حيث صادق على الدراسة التي رفعها مجلس الدفاع المشترك الخاصة بمقترح خادم الحرمين الشريفين لتطوير قوة درع الجزيرة والتي تهدف التى تعزيز وتطوير القوة وزيادة فعاليات القتالية وكلف الامانة العامة بمتابعة استكمال الدراسات والتنظيمات المتعلقة بذلك.
ولم تغب القضايا العربية والإسلامية عن ذهن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وهو يخاطب قادة دول مجلس التعاون في أي قمة من القمم الخليجية فهي كانت حاضرة دائمة في خطابه ولها نفس الاهتمام منه حفظه الله شأنها شأن القضايا الخليجية فقد كان أيده الله ينادي دائماً بالوحدة العربية وحل الخلافات بينها ونبذ الفرقة ووحدة الصف العربي لمواجهة التحديات والأخطار التي تحيط بالامتين العربية والإسلامية وينادي دوماً بحل القضية الفلسطينية حلاً عادلاً لأنه السبيل الوحيد لإحلال السلام في المنطقة.
ومن أهم القضايا التي تصدرت اهتمامات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وشكلت حيزاً كبيرا في كلماته في دورات المجلس الاعلى لمجلس التعاون الخليجي القضية الفلسطينية وقضية القدس.
ففي الدورة التاسعة عشرة للمجلس التي عقدت في أبوظبي في 18 شعبان 1419ه الموافق 7 ديسمبر 1998م أكد حفظه الله أن قضية القدس هي قضية كل عربي مسلم في كافة أنحاء المعمورة.
وقال أيده الله " إن الحفاظ على هوية القدس الشريف واجب مقدس يحتم علينا التحرك في كل ميدان كما أن حماية القدس أمر لايهم المسلمين وحدهم ولا الدول الأعضاء في الأسرة الدولية وإنما يتجاوزه إلى كل إنسان حي الضمير ".
وفي الدورة الحادية والعشرين التي عقدت في المنامة في 4 شوال 1421ه الموافق 30 " 12 " 2000م عاد خادم الحرمين الشريفين ليؤكد اهتمامه بهذه القضية من جديد حيث قال "مازلنا نواجه على الساحة السياسية نفس القضايا التي شغلت حيزاً كبيراً من اهتمامنا وشكلت مصدراً مستمراً للتوتر وعدم الاستقرار في منطقتنا ويأتي في مقدمة هذه القضايا القضية الفلسطينية والوضع المتفاقم في الاراضي المحتلة والناجم عن العدوان الوحشي المستمر من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي ضد أبناء الشعب الفلسطيني الباسل".
وأكد حفظه الله أن عملية السلام لا يمكن إن تقوم لها قائمة ما لم يتحرك المجتمع الدولي لوضع حد للتجاوزات الاسرائيلية الخطيرة.
وفي القمة الثانية والعشرين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون الخليجي التي عقدت في مسقط في 15 شوال 1422ه الموافق 30 ديسمبر 2001م قال حفظه الله " إذا ما حولنا نظرنا صوب أمتنا العربية والإسلامية راعنا ما يحدث لأشقائنا في فلسطين الشقيقة من تدمير ومذابح دامية تتم تحت سمع العالم وبصره".
وأضاف حفظه الله " إن هذه المشاهد الأليمة تحتم على الأمة العربية والإسلامية في مشارق الارض ومغاربها أن تواجه مسئوليتها التاريخية التي تتطلب محاسبة النفس قبل محاسبة الغير ولا يكون ذلك إلا بمواجهة أسئلة ملحة وخطيرة طالما تهربنا من مواجهتها في الماضي".
ومضى الملك عبدالله بن عبدالعزيز قائلا " ماذا فعلنا نحو تحقيق المبادئ السامية التي قامت عليها جامعة الدول العربية ماذا فعلنا لتنفيذ معاهدة الدفاع المشترك ماذا فعلنا لتحقيق الوحدة الاقتصادية والسؤال الأهم هل مايدور الان في فلسطين من قمع دموى سيحدث لو أن اسرائيل وجدت أمامها أمة تتحرك عبر مؤسسات فاعلة وقوية مؤثرة ؟. أحسب أننا نطرح هذه الاسئلة نتلمس طريقنا إلى الأجوبة ومع الاجوبة الصحيحة نستطيع " بحول الله وقوته " الوصول إلى أهدافنا الصحيحة ".
واضاف حفظه الله "" ان وقتنا أثمن من أن نضيعه في استجداء الدول والمنظمات الدولية واستعطافها وقد فعلنا هذا عبر عقود طويلة الزمن بلا جدوى وجهدنا أثمن من أن نهدره في شجب واستنكار وقد قمنا بهذا عبر عقود طويلة بلا فائدة.
إن وقتنا كله يجب أن يكرس لمحاسبة النفس العربية والإسلامية على التقصير وحثها على عدم تكرار الخطأ. وإن جهدنا كله يجب أن ينصب على إصلاح البيت العربي والإسلامي وجعله قادراً على مواجهة التحديات.
وأحسبنا لا نتجاوز الحقيقة إذا اعترفنا أننا جميعاً ولا أستثنى أحداً بأننا أخطأنا في حق أمتنا الكبرى حين سمحنا لعلاقتنا العربية والإسلامية أن تكون قائمة على الشك وسؤ الظن بدلاً من المفاتحة والمصارحة "".
"مخاطر وتحديات وتطلعات خليجية"
وتأكيدا على الترابط الذي يجمع دول مجلس التعاون على مستوى القيادات كما على مستوى الشعوب وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله بإطلاق تسمية الشيخ جابر على القمة الخليجية السابعة والعشرين التي عقدت في الرياض عام 2006م.
وخاطب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في افتتاح القمة الخليجية في الرياض المواطن الخليجي والعربي والعالم بأسره، خاطبه بكلمات معبرة وقف بها على حجم وأبعاد المخاطر والتحديات الحقيقية التي تواجها الامة من خلال النظرة الثاقبة التي اتسمت بها كلمته حفظه الله ودعوته دول الخليج العربية الوقوف صفا واحد ليكونوا عونا لاشقائهم في الوطن العربي.
وفي ذلك يقول حفظه الله: "إن منطقتنا العربية محاصرة بعدد من المخاطر وكأنها خزان مليء بالبارود ينتظر شرارة لينفجر إن قضيتنا الأساسية قضية فلسطين الغالية لازالت بين احتلال عدواني بغيض لا يخشى رقيبا أو حسيبا وبين مجتمع دولي ينظر إلى المأساة الدامية نظرة المتفرج وخلاف بين الأشقاء هو الأخطر على القضية.. وفي العراق الشقيق لازال الأخ يقتل أخيه ويوشك هذا الوطن العزيز أن ينحدر في ظلام من الفرقة والصراع المجنون.. وفي لبنان الحبيب نرى سحبا داكنة تهدد وحدة الوطن وتنذر بانزلاقه من جديد إلى كابوس النزاع المشؤوم بين أبناء الدولة الواحدة. وفي خليجنا هذا لا يزال عدد من القضايا معلقا ولا يزال الغموض يلف بعض السياسات والتوجهات".
واضاف حفظه الله يقول "وفي غمرة هذه المشاكل ليس لنا إلا ان نكون صفا واحدا كالبنيان المرصوص وأن يكون صوتنا صوتا واحدا يعبر عن الخليج كله. بهذا الصف الواحد والصوت الواحد نستطيع أن نكون عونا للأشقاء في فلسطين والعراق ولبنان ودعما لأمتنا العربية والإسلامية في كل مكان".
وحول التطلعات الخليجية رأى خادم الحرمين الشريفين في قمة الكويت الخليجية 2009م محطة مهمة في محطات العمل الخليجي من اجل المزيد من الانجازات التي ترضى طموح ابناء الخليج،
وعبر خادم الحرمين الشريفين في حديثة لصحيفة السياسة الكويتية في ديسمبر 2009م عن تطلعة الى ان يرى مسار دول مجلس التعاون الخليجي افضل بكثير من مسار الاتحاد الاوربي وفي ذلك يقول حفظه الله: (عندما أقارن بين علاقات دول الاتحاد الأوروبي فيما بينها، وأنظر إلى العلاقات الخليجية - الخليجية، ويعلم الله إنني أتحدث بكل صدق عندما يسألني أحد عن هذا الشأن، فأقول عندما أنظر إلى ما بين شعوب ذلك الاتحاد من اختلاف في العادات واللغة والثقافة، ورغم ذلك قطع اتحادهم شوطا كبيرا في سبيل التوحد والتضامن، والربط المصلحي بين شعوبهم. إنني أطمح أن أرى دول مجلس "التعاون" الست، والتي يجمعها الدين الواحد واللغة الواحدة، بل اللهجة الواحدة، أقول أطمح أن أرى مسار هذه الدول أفضل بكثير من مسار الاتحاد الأوروبي، فلديها كل مقومات الترابط المصلحي التي تجعلها وحدوية بصورة أفضل من الاتحاد الأوروبي).
واضاف رعاه الله: (إن دولنا تمتلك ثقافة وحضارة دينية إنسانية عميقة، وتتمتع بقوة اقتصادية كبيرة، ولذلك فهي قادرة على تحقيق قفزات كبيرة في مجال التطور والنمو، وعليها أن تتماشى مع تطورات العصر حتى لا تكون خارج الركب العالمي لحركة التطور).
وحول التضامن فيما بين دول المجلس يقول حفظه الله: (إذا لم نتضامن سنكون لقمة سائغة للطامعين، أو سنخضع لشروط الأجندات الخاصة ببعض القوى، والعالم يستقوي على الضعيف وينفرد به، وعلى العرب أن يتعلموا من تجارب الماضي وينظروا إلى المستقبل بكل مسؤولية، ورغم إننا نطمح إلى الكثير في "الخليجي"، إلا أن العرب يستطيعون أن يتعلموا من الثمار التي جنتها دول هذا المجلس في الثلاثين عاما الماضية، كما أن دول الخليج من حقها الطبيعي أن تكون متضامنة إلى أبعد الحدود لتكون القوة الفاعلة وحتى لا يستفرد بها أحد.
لقد كنت صريحا مع الأخوة القادة في القمة الأخيرة في الكويت عندما قلت إن المملكة وقادتها يسعون إلى كل ما يكون فيه خير دول المجلس، ونريد أن نرى تضامننا يصل إلى درجة الإحساس الوحدوي، ولا أخفيكم أننا شعرنا بالرضا والتضامن عندما أعلن القادة ومنذ بداية جلسات القمة، وبكل صراحة، دعمهم الكامل للمملكة العربية السعودية في مواجهتها للمتسللين على حدودنا).


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.