تصدرت قضايا الصراع العربي الإسرائيلي ومنع الإنتشار النووي ومفاوضات دول حوض النيل إهتمامات الصحف المصرية الصادرة اليوم حيث أفردت الصحف عناوينها الرئيسية للمباحثات التي سيجريها الرئيس المصري حسني مبارك في وقت لاحق اليوم مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمدينة شرم الشيخ. وقالت الصحف أن الرئيس مبارك سوف يبحث خلال اجتماعه مع نتنياهو آخر مستجدات وتطورات الجهود الدولية والإقليمية لاستئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لافتة إلى أن الرئيس المصري سوف يؤكد خلال الإجتماع الموقف العربي الرافض لأي حلول جزئية أو مرحلية في عملية السلام. وعلى الصعيد ذاته لفتت الصحف إلى إجتماع لجنة مبادرة السلام العربية الذي عقد بالقاهرة مؤخرا متسائلة عن المبررات التي أعادت في ضوئها اللجنة الوزارية العربية لمتابعة مبادرة السلام مباركتها لإجراء مفاوضات غير مباشرة بين السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس والحكومة الإسرائيلية المتعصبة المتطرفة بزعامة نتنياهو وشريكه ليبرمان. وقالت الصحف أن اللجنة كانت قد سحبت هذه المباركة التي أصدرتها أول مرة بعدما تحطمت الضمانات الأمريكية قبل بدء المفاوضات بقرار إسرائيل إنشاء آلاف المساكن للمستوطنين اليهود في الأراضي الفلسطينية المحتلة وخاصة القدس المهددة بتهويد شامل وتقويض لدعائم المسجد الأقصي وهو القرار الذي لم تتراجع عنه الحكومة الإسرائيلية رغم الرجاءات الأمريكية والتأكيدات الصادرة من السلطة الفلسطينية بأنه لا مفاوضات مع الإستيطان. وأعربت عن دهشتها من أن اللجنة لم تذكر سببا لاستعادة المباركة رغم استمرار أسباب سحبها ورغم إعلان البيت الأبيض ان الإدارة الأمريكية لم تقدم أية ضمانات ثمنا للقبول العربي بهذه المفاوضات في حين سارعت إسرائيل بالترحيب والمفاوضات التي أعلنت السلطة الفلسطينية أنها ستبدأ فورا وتستمر أربعة أشهر منتظرة أن تحقق ما عجزت عنه عملية السلام بالرعاية الأمريكية طوال عشرين عاما. ولفتت الصحف إلى أن هذا الموقف لا يحتمل الإستمرار إلى ما لا نهاية فمنذ الآن هناك أصوات عربية تعارض الضوء الأخضر الجديد الذي تم منحه للرئيس محمود عباس ومنحه مهلة للتفاوض مؤكدة أن المفاوضات سواء المباشرة أو غير المباشرة بحاجة إلى خطوات عاجلة وجريئة لبناء الثقة والجانب الفلسطيني والعربي بحاجة ماسة إلى خطوات إسرائيلية واضحة حتى يمكنه أن يشعر بوجود شريك في عملية السلام. واعتبرت في هذا السياق أن تسليم بعض المناطق إلى السلطة الوطنية الفلسطينية فضلا عن إزالة الكثير من الحواجز الإسرائيلية وإطلاق سراح آلاف الأسرى الفلسطينيين ستكون بادرة مهمة معربة عن إعتقادها بأن الجانب الأمريكي بدأ يدرك الأجواء الملتهبة على الجانب العربي وبات الآن مطالبا بتحويل الوعود والضمانات إلى حقائق ملموسة على الأرض. وعلى صعيد ملف أزمة حوض النيل نوهت الصحف بتأكيد رئيس الوزراء المصري الدكتور أحمد نظيف بأن العلاقات الأزلية بين مصر ودول حوض النيل تقوم على التفاهم المتبادل والعمل المشترك لتحقيق التنمية المتوازنة بهذه الدول بما يضمن مصالح شعوبها. من ناحية أخرى أبرزت الصحف تأكيد وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط أن مصر سوف تتقدم بمقترحات مهمة إلى مؤتمر مراجعة منع الانتشار النووي الذي يبدأ أعماله اليوم في نيويورك مشيرا إلى أنه على رأس هذه المقترحات إنضمام إسرائيل إلى المعاهدة كدولة غير نووية واخضاع منشآتها النووية إلى نظام الضمانات الشاملة للوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقالت أن ورقة العمل المصرية تدعم جهود نزع السلاح النووي وإنشاء مناطق خالية من السلاح في الشرق الأوسط وتشكل قضية منع الإنتشار النووي أولوية للسياسة الخارجية المصرية نظرا لارتباطه بالأمن القومي المصري والإستقرار في الشرق الأوسط. //انتهى//