بعد جدل استمر عدة أسابيع يعقد الاتحاد الأوروبي اليوم في لكسمبورغ وتحت ضغط عدد من الدول وخاصة ألمانيا وهولندا وفرنسا وايطاليا اجتماعات مجلس الشراكة مع إسرائيل بحضور وزير الخارجية الإسرائيلي المتطرف افيغدور ليبرمان. واتسمت ردود الفعل الأوروبية المسجلة بعد خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين ناتنياهو الذي ألقاه أمس الأحد بالتحفظ الشديد رغم أن دولا مثل فرنسا وجمهورية التشيك رحبت بإشارة ناتانياهو إلى القبول بدولة فلسطينية واعتبرتها خطوة في الاتجاه الصحيح. ويقول الدبلوماسيون الأوروبيون في بروكسل أن الاتحاد الأوروبي لا يزال يواجه معضلات ثلاث رئيسية في تعامله مع الحكومة الإسرائيلية وهي أولا إن رئيس الوزراء الإسرائيلي ناتانياهو وضع ستة شروط قاسية ومحددة للفلسطينيين وتبدو تعجيزية ومنها تجريد الدولة الفلسطينية من السلاح وسيطرة فتح على قطاع غزة ورفض عودة اللاجئين وموضوع التمسك بالقدس وهي شروط لا يرفضها الفلسطينيون فحسب ولكنهم أيضا غير قادرين على تنفيذها حاليا وعمليا..كما ان المعضلة الثانية التي تواجه أوروبا هي الوقوف على حقيقة موقف الرئيس الأمريكي باراك اوباما بعد رفض إسرائيل الصريح للمطلب الرئيسي الأمريكي بوقف عمليات الاستيطان وإصرار إسرائيل على ما سماه ناتنياهو بالنمو الطبيعي للمستوطنات.. ويقول المراقبون // إن موقف الاتحاد الأوروبي سيضل متسما بالضبابية إلى غاية وضوح الرؤية الأمريكية //. وتبدو إسرائيل التي تحظى بتواطؤ مفتوح من قبل عدد من الدول الأوروبية قد سجلت نقاطا لصالحها في مواجهة الأوروبيين لأنها تتجه إلى تفعيل علاقتها المجمدة منذ حرب غزة ودون تقديم تنازلات تذكر خاصة بشان المستوطنات وهو الاختبار الفعلي الذي حدده الأوروبيون لأنفسهم إلى جانب رفع الحصار عن غزة . والمعضلة الثالثة والأخيرة هي الانقسامات الأوروبية الواضحة في التعامل مع إسرائيل ومنها بحث الأوروبيين بشكل مستمر على صيغ تفاهم فيما بينهم وتجنب تصدع داخلي أوروبي حول إشكالية التحرك في الشرق الأوسط وهو ما توظفه إسرائيل لصالحها منذ عدة سنوات ونجحت فيه.. //انتهى// 1335 ت م