رفضت السويد مجددا الإذعان لمطالب الحكومة الإسرائيلية بفتح تحقيق قضائي حول التقارير التي أوردتها صحيفة (افنطبلات) السويدية في الآونة الأخيرة والتي أكدت من خلالها قيام عناصر الجيش الإسرائيلي بالاتجار في أعضاء القتلى الفلسطينيين من ضحايا أعمال القمع الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية. وأعلن غوران لامبيرز وزير العدل السويدي على هامش اجتماعات وزراء الداخلية والعدل الأوروبيين في بروكسل ان بلاده التي تتولى حاليا الرئاسة الدورية الأوروبية لن تستجيب للمطالب الإسرائيلية وتعدها في غير محلها. وقامت السويد وفي تطور جديد يعكس انهيار العلاقات بينها وبين إسرائيل باستدعاء السفير الإسرائيلي في ستوكهولم بيني دغان احتجاجا على ما رددته الحكومة الإسرائيلية من وجود اتصالات بين السويد وحركة المقامة الإسلامية حماس. وأبلغت الحكومة السويدية الدبلوماسي الإسرائيلي غضبها من استمرار إسرائيل في ترويج ودس معلومات مغرضة تهدف في الواقع إلى نسف الجهود التي تقوم بها الرئاسة السويدية للاتحاد الأوروبي، لتفعيل الدور الأوروبي في حلحلة وإنعاش العملية السلمية ومواجهة تصاعد أعمال الاستيطان اليهودية في القدسالشرقية والأراضي المختلة في الآونة الأخيرة. وشهدت العلاقات السويدية الإسرائيلية أوج انهيارها بداية سبتمبر الجاري عندما قرر وزير الخارجية السويدي ورئيس مجلس وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي كارل بيلدت بإلغاء زيارة إلى إسرائيل احتجاجا على الدبلوماسية الاستفزازية للسلطات الإسرائيلية ضد بلاده. ويتابع الدبلوماسيون الأوروبيون في بروكسل عن كثب هذه التطورات وقال مصدر دبلوماسي أوروبي ان إسرائيل قررت المضي قدما في استفزاز الرئاسة السويدية للاتحاد الأوروبي بسبب مواقفها المتكررة المناهضة لعمليات الاستيطان ورفضها الرضوخ للابتزاز الإسرائيلي. وتحظى إسرائيل بدعم كبير من عدد من الحكومات الأوروبية وخاصة الألمانية والفرنسية حاليا لكن السويد تمكنت من تمرير عدة بيانات اتسمت بالتشدد والصرامة تجاه تصرفات الحكومة الإسرائيلية. كما ان السويد رفضت استقبال وزير الخارجية الإسرائيلي المتطرف افغيدور ليبرمان في بروكسل وهو ما لم يمنع ألمانيا وفرنسا من استقباله وضد إرادة غالبية الدول الأوروبية الأخرى. وتعول إسرائيل حاليا على جر الرئاسة الدورية الاسبانية المقبلة للاتحاد الأوروبي إلى جانبها والعودة لمحاولة انتزاع قرار بتفعيل العلاقات الأوروبية الإسرائيلية وهو ما أخفقت في تسجيله خلال الرئاسة السويدية الحالية. وقام وزير خارجية اسبانيا مؤخرا بميغوال انغيل موراتينوس بعدة اتصالات مع إسرائيل للإعداد لزيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية خوزيه ثاباتيرو إلى إسرائيل يوم 14 أكتوبر القادم وهي الزيارة التي لا تلاقي أي تفهم او قبول من قبل العدد من الفعاليات الأوروبية والعربية بسبب تزامنها مع تصعيد إسرائيل لعمليات الاستيطان في الأراضي المحتلة ورفضها مجرد تعليق مؤقت لها. كما ان إسرائيل تعمدت الإشارة في اتهامها إلى السويد بشان الاتصالات المزعومة مع حركة حماس على معلومات وردت خلال لقاء بين وزير الخارجية الاسباني ومسئولين إسرائيليين منذ عشرة أيام. // انتهى // 1137 ت م