قدرت دراسة الاحتياطي الإجمالي المحتمل للمياه في المملكة بنحو 727.5 بليون متر مكعب مؤكدة أنه بغض النظر عن كمية المياه غير المتجددة المتوفرة التي يصعب تقديرها حالياً فإن تحقيق هدف التنمية المستدامة يتطلب سرعة تخفيض الاعتماد على تلك الموارد والاحتفاظ بها كاحتياطي استراتيجي للمستقبل. جاء ذلك خلال جلسات الدارسة اليوم الثاني من فعاليات منتدى الرياض الاقتصادي الذي تشهده أروقة مركز معارض الرياض الدولي حيث خصصت الجلسة الاولى لمناقشة دراسة /الأمن المائي والغذائي والتنمية المستدامة/ رأسها معالي وزير الزراعة الدكتور فهد بن عبدالرحمن بالغنيم وحاوره فيها الأستاذ الدكتور وليد بن احمد عبدا لرحمن مدير برامج بحوث المياه بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن والأستاذ عيسى بن عبدالله الحليان رجل أعمال وأدار الجلسة من الجانب النسائي الأستاذة عفاف بنت عبدالله ابا الخيل محاضرة بقسم الاقتصاد بجامعة الملك سعود وقدم الدراسة الدكتور منصور بن سعد الكريديس عضو الفريق المشرف على الدراسة . وهدفت الدراسة الى بحث مصادر العرض والطلب على الموارد المائية المتاحة والمستخدمة في كافة أنحاء المملكة ودراسة الإنتاج والاستهلاك والواردات والصادرات لأهم السلع الزراعية الاستراتيجية مع تحديد نسبة الاكتفاء الذاتي المتحققة فضلا عن استعراض تجارب الدول الأخرى في مجال الأمن المائي للاستفادة من الأساليب المستخدمة لترشيد وتنمية الموارد المائية بما في ذلك الموارد غير التقليدية ومقارنة ذلك بالمملكة وكذلك الحال بالنسبة لتجارب الأمن الغذائي. وقالت الدراسة أن السياسة التوسعية الطموحة وغير المحدودة بالقطاع الزراعي خلال ثلاثة العقود الماضية قد أدت الى حدوث اختلال للتوازن بين اعتبارات الأمن المائي والغذائي والتنمية المستدامة . وعرضت الدراسة كمية المياه التي تشمل الموارد التقليدية المياه السطحية والمياه الجوفية المتجددة وغير المتجددة مصدر سنوي في المملكة مقدرة إياها بنحو 2000مليون متر مكعب واستغل منها مباشرة عن طريق السدود حوالي 950 مليون متر مكعب عام 1430ه مشيرة الى أن هناك مجالا لزيادة هذه الكمية إلى حوالي 1500 مليون متر مكعب عام 1445ه بإنشاء المزيد من السدود في المستقبل. وحول المياه الجوفية المتجددة وهي المياه التي تتأثر إيجاباً بعد هطول الأمطار والسيول قدرت الدراسة كميات المياه التي تغذي هذه الطبقات الرسوبية بحوالي 2940 مليون متر مكعب في السنة موضحة أن المياه الجوفية العميقة التي اختزنت في باطن الأرض منذ آلاف السنين على أعماق بعيدة قد تصل إلى آلاف الأمتار وتوجد في طبقات جيولوجية متعاقبة ولها امتداد أفقي واسع فتقدر تغذيتها السنوية بحوالي 2 مليون متر مكعب كما أن هناك تقديرات أخرى تشير إلى أن الاحتياطي المحتمل للتكوينات الرئيسة بلغ نحو 565 بليون متر مكعب إذا أضيف لذلك التقديرات المؤكدة للطبقات الثانوية التي تم تقديرها بنحو 162.5 بليون متر مكعب فيكون الاحتياطي الإجمالي المحتمل هو 727.5 بليون متر مكعب وهذه الأرقام تتعارض مع التقديرات الواردة بخطة التنمية الرابعة عن مخزون المياه الجوفية المؤكدة بنحو 500مليون متر مكعب عام 1980. // يتبع //