رأى باحث سويدي أن 80 في المائة من الشركات العائلية تواجه خطر التنظيم في ظل انتقال الإدارة بين الجيلين الأول والثاني إلى الثالث في تلك الشركات، فيما تنجح فقط 20في المائة منها في تخطي تلك العقبة وبالتالي تضمن استمرار تلك الشركات والكيانات الضخمة إلى عدة أجيال متلاحقة وتحقق المزيد من النجاحات. جاء ذلك خلال عرض لبحث أجرته شركة Booz & Company يتناول فيها الباحثون عرض الدراسة المقارنة بين الشركات العائلية في المملكة والخليج العربي وبين نظيراتها في مختلف دول العالم خلال الحلقة النقاشية التي عقدتها لجنة شباب الأعمال بالغرفة التجارية الصناعية بالرياض مساء اليوم ، التي خصصت لبحث التحديات والمخاطر التي تحدق بالشركات العائلية اليوم ودور جيل شباب الأعمال في استمراريتها وذلك بالتعاون مع نادي الاقتصادية الصحفي. وعدد الباحث المخاطر التي تواجه عدم استمرارية الشركات العائلية وأهمها عدم إمكانية التوافق بين الجيلين الأول والثاني في قيادة تلك الشركات وبين الجيل الثالث والذي يمثل المرحلة الأهم في حياة تلك الشركات والتي ترتبط بها مدى نجاح أو فشل عملية الانتقال وبالتالي المحافظة أو عدم المحافظة على تاريخ وإرث تلك العائلات التجارية وعدم تفككها واضمحلالها إضافة إلى التوسع الكبير في عدد تلك الأسر والتي تمثل عبئا إضافيا على مؤسسيها لكونها قد لاتضمن توحيد الرؤى والقناعات حول مدى جدوى الاستمرارية من عدمه. ورأى أن هناك بوادر مبشرة لإمكانية الانتقال السلس والأمن لقيادة تلك الشركات في الشركات العائلية السعودية والخليجية وأهمها مدى قوة الارتباط بين مكونات تلك الأسر وعملها من أجل الاستمرار في المحافظة على المكاسب التي حققتها تلك العائلات على مدى عقود من الزمن مشيرا إلى أن العائلات التجارية في منطقة الخليج ارتبط ظهورها بظهور النفط بوجه خاص في المنطقة والذي غير أوجه الحياة عن ما كانت عليه وساعد في ظهور الجيل الأول من الشركات العائلية التي باتت تسيطر على تجارة تقدر بمليارات الدولارات. وحدد العرض المقدم أبرز أسباب تعثر الشركات العائلية عن الاستمرار في تلك الكيانات الضخمة والكبيرة ومن أهمها عدم اقتناع الجيل الجديد بأهمية الاستمرار في تلك الكيانات وتفضيلهم الحصول على المكاسب التي تحققت والعمل بأنفسهم في كيانات جديدة خارج أطر تلك الشركات لافتا إلى أنه من المهم وجود قناعة لدى مكونات الأسر التجارية بضرورة استمرارية تلك الكيانات حتى في حالة وجود رغبة من قبل بعض مكوناتها بالخروج منها والعمل الفردي خارج إطارها إضافة إلى الاختلاف في الرؤى والمصالح بين ورثة تلك العائلات وأسلوب إدارتها وهو مايعرضها للانفصال من الداخل والذي يعد من بين أبرز أسباب انهيار أو عدم استمرار تلك الشركات. وشهدت الحلقة النقاشية التي عقدت بمقر الغرفة التجارية بالرياض مناقشات تناولت الجهود الحكومية في المملكة ودول الخليج التي تساهم في استمرارية تلك الشركات وتشجيع الشركاء على الاستمرار وعدم تعريض الاقتصاد المحلي للمخاطر جراء عمليات اختفاء تلك الأسر العائلية التجارية. وأكد رئيس اللجنة فهد الثنيان أهمية موضوع الحلقة لأنها تتطرق إلى جزء مهم من قطاع الأعمال في المملكة ودول الخليج العربية والتي كان لها دور ريادي من قبل الرعيل الأول من المؤسسين لتلك الشركات التي تحولت بعد عقود من الزمن إلى كيانات ضخمة من الواجب حاليا ضمان استمراريتها وعدم السماح بتفككها. من جانبه أكد عبدالوهاب الفايز رئيس تحرير صحيفة الاقتصادية على أهمية عقد مثل تلك الحلقات وورش العمل النقاشية التي ينظمها نادي الاقتصادية مشيرا إلى إن موضوع الحلقة يتطرق إلى قضية هامة باتت تؤرق قطاع الأعمال المحلي والخليجي لكونه يتناول قضية مدى إمكانية صمود تلك الكيانات العائلية الكبرى في السوق المحلية والصعوبات التي تواجهها حاليا ومستقبلا ومدى تأثير ذلك على الاقتصاديات المحلية بدول المنطقة. / انتهى //