شهدت الساحة الاقتصادية المحلية انفصال إحدى أكبر الشركات العائلية بجدة بهدوء دون أي ضجيج إعلامي كما هو معروف في مثل هذه القضايا في الخلافات العائلية، علما بأن الشركة الأم تقدر جملة استثماراتها بأكثر من مليار ريال، وتتفرع منها أكثر من 10 شركات، تتركز نشاطاتها في تجارة المواد الغذائية والوكالات التجارية وقطاع الصناعة . واستغرق انفصال الشركة العائلية بين الشريكين أكثر من سنتين من المفاوضات والمشاورات بين الطرفين تارة، ودخول أهل الصلح تارة أخرى لإنهاء الخلاف بالطرق الودية. ودعا رجل الأعمال محمد العبدالله العنقري إلى أهمية وجود الميثاق العائلي والتخطيط الاستراتيجي في هذه الشركات لضمان استمراريتها وتطورها عبر السنوات، مستعرضا بعض النماذج للبيوتات التجارية الناجحة في خدمة الاقتصاد الوطني، مطالبا بوجود مراكز متخصصة للشركات والبيوتات العائلية لتوعية الجيل القادم ونشر ثقافة جيل الأعمال الشباب وتطلعاته ودور هذه البيوتات البارز في مسيرة العطاء والنجاح، مشيرا إلى أهمية عقد المؤتمرات والندوات المتخصصة. وقالت الدكتورة نوف الغامدي استشارية التخطيط الاستراتيجي ومنظمة ملتقى ( الشركات العائلية وتحدي البقاء) إن الشركات العائلية هي العمود الفقري للاقتصاد الوطني مستعرضة التحديات التي تواجه هذه الشركات من دخول جيل الأعمال الشباب في ظل العولمة وافرازاتها، وأهمية سن وقوانين مقننة تضمن استمراريتها للمحافظة على هذه الكيانات الاقتصادية الوطنية في الاقتصاد والتجارة . وأشارت إلى أن الشركات العائلية الخليجية بشكل عام والسعودية على وجه الخصوص تواجه خمسة مخاطر في الوقت الحالي، تتمثل في التخطيط للمدى البعيد وتحقيق التفاعل بين الأسرة والعمل والملكية، بالإضافة إلى الدور الكبير للشركات العائلية وأهميتها في اقتصاديات البلدان، ومواجهة الشركات العائلية لآثار الأزمة الاقتصادية والسعي وراء الخلافة في الإدارة، ومواصلة الشركات العائلية رحلة النجاح أو مواجهة خطر التفكك، وإمكانية الرؤية البعيدة وتعزيز دور الأسرة وتحسين أعمالها. وشددت على أهمية تنظيم مجالس إدارات هذه الشركات، وترتيب انتقال الإدارة بين الأجيال، وذلك لمواجهة الصعوبات والمعوقات التي تتسبب في تفكك واندثار تلك الشركات، لاسيما أن هذه الشركات تواجه خطر التنظيم بين العمل والأسرة والملكية، في ظل انتقال الإدارة بين الجيل الثاني والثالث في تلك الشركات، مشيرة إلى ضرورة تكاتف المسؤولين في الشركات العائلية لإيجاد حلول نموذجية لتمكين الشركات العائلية من مواصلة مشوارها في أعمالها. وأوضح بندر الحميضي رجل الأعمال أن أحد المخاطر التي تواجه الشركات العائلية هي كبر حجم العائلة وأفراد الأسرة ، مشيرا إلى تقرير عالمي صدر مؤخرا، حدد جوانب الحفاظ على ثروة الشركات العائلية في تحديد البديل، وإيجاد مصادر جديدة للثروة، إضافة إلى المحافظة على الثروة الحالية، حيث يجب على الشركات العائلية التنوع في استثماراتها .