يكرس وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي السبع والعشرين جانبا هاما من لقائهم الشهري اليوم الاثنين وغدا الثلاثاء في بروكسل لمحاولة تجاوز الخلافات التي لا تزال قائمة بين حكوماتهم بشان السيطرة على عدد من المناصب العليا في المؤسسات الاتحادية. وتاتي اجتماعات الوزراء الأوروبيون قبل اربعة ايام فقط من انعقاد قمة الاتحاد على مستوى رؤساء الدول والحكومات لحسم هذه المسالة واختيار اول رئيس للاتحاد الأوروبي وأول ممثل أعلى للسياسة الخارجية وكذلك تعيين أمين عام للمجلس الأوروبي. ورغم مصادقة جمهورية التشيك منذ بداية الشهر الجاري على اتفاقية لشبونة للوحدة الأوروبية والتوجه الى دخولها نهائيا حيز التنفيذ مطلع الشهر المقبل، فان الدول الأوروبية لا تزال تواجه خلافات فعلية في الاتفاق على عدد من المرشحين المحددين للمناصب الثلاثة . ويبدو الموقف البريطاني تجاه مجمل التعيينات المقترحة في لب الجدل الدائر حاليا في بروكسل. ورفضت بريطانيا بشكل رسمي تعيين وزيرها للشؤون الخارجية الحالي ديفيد ميليباند على رأس الدبلوماسية الأوروبية ،ورفضت في نفس الوقت التخلي عن ترشيح رئيس وزرائها السابق توني بلير لمنصب أول رئيس للاتحاد الأوروبي بالرغم من انعدام فرص تبوئه للمنصب بشكل شبه تام. وتجري العديد من المساومات والمضاربات حاليا بين عواصم الاتحاد الأوروبي لبلورة مخرج لازمة التعيينات الحالية، التي عكست حسب الدبلوماسيين في بروكسل استمرار حالة الشلل السياسي والمؤسساتي التي تواجه المشروع الأوروبي بالرغم من اعتماد اتفاقية لشبونة التي ردد الأوروبيون حتى الآن إنها ستساعد على تجاوز مثل هذه الحالات الصعبة مستقبلا. وقال مصدر دبلوماسي أوروبي ان وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني سيعمل على تمرير ترشيح رئيس وزراء ايطاليا الأسبق ماسيمو داليما لمنصب رئيس الدبلوماسية الأوروبية المقبل وذلك خلال اجتماع وزراء الخارجية الأوروبيين. ويواجه داليما الذي يعد أيضا مرشح القوى الاشتراكية الأوروبية معارضة شبه مفتوحة من قبل بولندا والدول الشرقية بسبب ماضيه في الحزب الشيوعي الايطالي السابق. // يتبع //