بدأت اليوم بمدينة مراكش المغربية أعمال الدورة الخامسة والثلاثين للمجلس التنفيذي للمنظمة العربية للتنمية الزراعية الذي ينظم على مدى يومين بحضور عدد من الوزراء و مديري المنظمات بالقطاع الزراعي وممثلين عن البلدان الأعضاء في المجلس التنفيذي للتنمية الزراعية ووفد عن الجامعة العربية. وفي افتتاح أعمال المجلس أكد وزير الفلاحة والصيد البحري المغربي عزيز أخنوش أن ضمان الأمن الغذائي بالدول العربية وفقا للحاجيات المستقبلية وتطلعات شعوب هذه المنطقة يستدعي المحافظة على الموارد الطبيعية واستغلالها بكيفية عقلانية. وأضاف المسؤول المغربي أن الدول العربية في إطار هذه المنظمة مدعوة إلى ضرورة وضع برامج ومخططات عمل واقعية وقابلة للتطبيق يتم دعمها بواسطة تنويع مصادر التمويل والتعاون والتشاور مع باقي المنظمات الإقليمية والدولية التي تتقاسم معها كل أو بعض من مجالات اهتماماتها مثمنا نهج هذه المنظمة التي اعتمدت مبدأ العمل بالنتائج وذلك بالتوافق مع البرامج الرئيسية لإستراتيجية التنمية الزراعية العربية المستدامة. وأوضح أن هذه المنهجية ستساهم لا محالة في تعزيز قدرات الكفاءات العربية وتنفيذ الأنشطة الميدانية والتنموية وإيجاد الحلول الناجعة للتحديات التي تواجه القطاعات الإنتاجية بالدول العربية مبرزا الدور الهام الذي تضطلع به تكنولوجيا الاتصال والمعلومات في تسهيل تبادل المعلومات التقنية والاقتصادية المتعلقة بمجالات التنمية الزراعية. ونبه المسئول المغربي إلى أن المنطقة العربية تعرف هشاشة في الموارد الطبيعية وتأثرا كبيرا بالجفاف والتغيرات المناخية وزحف الرمال والتصحر داعيا إلى ضرورة إيجاد آليات ملائمة لمواجهة هذه الظواهر والتخفيف من حدتها وذلك من خلال إنشاء مرصد أو شبكة عربية يوكل إليها مهمة تتبع ودراسة هذه الظواهر واقتراح برامج كفيلة لمواجهة آثارها السلبية. ومن جانبه أوضح رئيس المجلس التنفيذي للمنظمة العربية للتنمية الزراعية جمعة بن أحمد الكعبي أن الظروف الصعبة التي يجتازها العالم حاليا وانعكاسها على الأمن الغذائي يستدعي من الدول العربية بذل المزيد من الجهود لمواجهة هذه التحديات. وأشار الكعبي إلى الخطوات الرائدة والحثيثة التي تنتهجها الدول العربية لتنمية المجال الزراعي من خلال اعتماد استراتيجيات واضحة في المجال الفلاحي والصيد البحري لتأمين الغذاء للأمة العربية. أما المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الزراعية طارق بن موسى الزدجالي فأكد من جهته أن هذا الاجتماع سيتناول متطلبات متابعة قرارات القادة العرب لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية للقطاعات الزراعية إنتاجا وتجارة خاصة تلك القرارات المتعلقة بإستراتيجية التنمية الزراعية العربية المستدامة للعقدين القادمين والتي تمت الموافقة عليها في قمة الرياض عام 2007م لكونها تشكل إستراتيجية مشتركة للعمل الاقتصادي والاجتماعي العربي وبرنامجا طارئا للأمن الغذائي العربي. وأضاف الزدجالي أن هذه المنظمة تأمل أن تشكل هذه الإستراتيجية والبرنامج الطارئ انطلاقة حقيقية نحو تفعيل وتطوير العمل الزراعي العربي المشترك لمواجهة التحديات التي تفرضها المتغيرات والمستجدات الاقتصادية والتجارية والبيئية المؤثرة على الزارعة العربية. وأكده المدير العام للمنظمة على أهمية مقترحات المنظمة العربية للتنمية الزراعية القاضية بضرورة إحداث مكتب عربي لصحة الحيوان من أجل إيجاد آلية عربية للتصدي ومكافحة الأوبئة الحيوانية وإحداث برنامج عربي للاستزراع السمكي في المياه العذبة كأحد المصادر الرئيسية لزيادة الإنتاج السمكي خاصة بالدول التي تتوفر فيها مقومات طبيعية لهذا النوع من الاستزراع والعمل على إحداث برنامج عربي للتدريب الزراعي والسمكي .. وسيتدارس مجلس المنظمة التي أنشأت سنة 1970م مواضيع ترتبط بالتعاون بين البلدان العربية في المجال الزراعي والمنجزات الهامة للمنظمة, فضلا عن تتبع المشاريع التي أطلقتها المنظمة ومناقشة المنهجية المتبعة لتنفيذها. كما سينكب المشاركون في هذا اللقاء على إطلاق عدة أوراش تتعلق بإحداث مكتب عربي للصحة الحيوانية ووضع برنامج للاستزراع السمكي بالمياه العذبة بالوطن العربي. // انتهى //