بدأت اليوم السبت في العاصمة المغربية الرباط أعمال ندوة دولية حول موضوع "العدالة الجنائية الدولية بين أزمة الإنتقائية ومطلب تفعيلها" وذلك بالتعاون مع المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة الإيسسكو بمشاركة عدد من الباحثين من الدول العربية و الأجنبية. وتهدف الندوة التي يحتضنها منتدى الحكمة للمفكرين والباحثين في الرباط الى بحث تفعيل العدالة الجنائية الدولية وتخويلها جميع الامكانيات المتاحة لملاحقة مجرمي الحرب. وفي الجلسة الإفتتاحية للندوة أكد ممثل منظمة الإيسيسكو محمد بنصالح أن المنظمة تحرص, انطلاقا من اختصاصاتها ومن التزامها بالقضية الفلسطينية,على سلك شتى السبل القانونية التي تخدم الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة, بما في ذلك الملاحقة القانونية لمجرمي الحرب الإسرائيليين الذين استهدفوا الأعيان والممتلكات الثقافية الفلسطينية. وعد بنصالح إصدار مذكرات توقيف في حق العديد من المسؤولين الإسرائيليين مؤشرا على أن جهود الملاحقة القانونية لمجرمي الحرب الإسرائيليين لابد أن تسفر يوما عن تحقيق العدالة رغم تهربهم من العقاب عن الجرائم التي ارتكبوها. وذكر ممثل المنظمة الاسلامية أن فريق العمل التابع للمنظمة المكلف بإعداد ملفات الدعاوى اتفق خلال اجتماعه الثاني, أمس في الرباط, على أن الإيسيسكو لديها الصفة والمصلحة والتمثيل القانوني لمقاضاة مجرمي الحرب الإسرائيليين, اضطلاعا بدورها في حماية معالم التراث الثقافي والروحي والحضاري للدول الأعضاء, بما فيها فلسطين. من جهتها, أبرزت ممثلة منتدى الحكمة للمفكرين والباحثين الأستاذة رجاء المكاوي أن الندوة الدولية تتوخى تشكيل وعي علمي أكاديمي في موضوع العدالة الجنائية الدولية بعيدا عن ردود الفعل العاطفية أو المزاجية أو الإيديولوجية , بناء على قيم العقلانية والأخلاقية والحوارية. أما مدير المركز الثقافي لحقوق الإنسان راجي صوراني, فأوضح من جانبه أن ملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين تعود لما قبل العدوان على غزة, حيث تمت ملاحقة 86 مسؤولا إسرائيليا في سبع دول, وذلك بفضل توظيف شبكة واسعة من المحامين الدوليين المنتصرين للقضية الفلسطينية. كما اعتبر صوراني أن العدوان على غزة أسفر عن إجماع دولي غير مسبوق حول حجم جرائم الحرب الإسرائيلية التي بثت على الهواء مباشرة وشكلت موضوع العديد من التقارير الدولية, أبرزها تقرير مجلس حقوق الإنسان الذي قام به القاضي غولدستون. وشدد باقي المتدخلين في الندوة على ضرورة استثمار جميع السبل والإمكانات التي تخولها العدالة الجنائية الدولية في ملاحقة مجرمي الحرب, الإسرائيليين, رغم العراقيل التي تقف أمام تفعيل هذه العدالة عالميا, مؤكدين أهمية مواصلة العمل على تفعيل العدالة الجنائية الدولية. وستتواصل أعمال هذه الندوة بمناقشة موضوعين رئيسين هما /القانون الجنائي الدولي والقانون الدولي: الآليات المتاحة لتحقيق العدالة/ و /الملاحقة القانونية لمجرمي الحرب بين القضاء الجنائي الدولي والمحاكم الوطنية ذات الاختصاص الجنائي العالمي. //انتهى// 2125 ت م