نشطت في أسبانيا مؤخرا حركات مناهضة للأجانب تدعوا للحذر منهم ورفضهم وذلك رغبة في الحفاظ على ثقافة البلد الأصلية من المدخول الثقافي /الغريب/ 0 وقد تشارك السياسة في جزء من هذه العملية خاصة في الأحزاب اليمينية المتطرفة حيث نشأت في أوروبا الغربية عموما وفي أسبانيا خصوصا أيدولوجيات فكرية مناهضة للأجنبي أيا كان جنسه ولونه , مطالبة في الوقت نفسه بتخليص البلاد منهم. وقد أفرزت أبرز الأيدلوجيات الفكرية الموجودة ومنها (السينوفوبيا) وتعني كره الأجانب المطلق والنازيون الجدد كراهية الأجنبي كراهية مطلقة ظنا منها ان في ذلك إحياءً للتراث القديم والثارات البالية وزعما منها برقي العرق الأوروبي على غيره من الأعراق وتفوقه على غيره من الأجناس . وتسعى تلك الأحزاب اليمينية والأيدلوجيات المتطرفة في أوربا إلى تمييز المجتمع الأوروبي من عقدة /الأجنبي/ وهم في ذلك لايتورعون أبدا في استخدام العنف الموجه للأفراد والقتل كسبيل للمطالبة بأفكارهم كما ينشطون في توزيع المطويات المناهضة والخطابات التي تتضمن في محتواها الكره تجاه الأجنبي ويعملون على المشاركة في الأحزاب السياسية التي تمثل قلة في البرلمانات الأوروبية وذلك في سبيل دعمها للوصول إلى سدة السلطة. ولذلك لم تخل أسبانيا من تلك الجماعات المناهضة لكل جديد والمناهضة للإندماج والرافعة لداء التعصب ضد الأجانب . وحسب الإحصاءات الأخيرة فقد كانت هناك 4000 حالة عنف موجهة في غالبيتها للأجانب في اوربا , إضافة إلى 10000 ممن يحملون إيدلوجية /النازيون الجدد/ ولهم أكثر من 200 صفحة على الشبكة العنكبوتية لنشر أفكارهم المتطرفة . إلا أن هناك منظمات أوروبية غير حكومية تنشط في الموقف الآخر الإيجابي من العملية فتجد في الأجنبي ثروة فكرية وثقافية لايستهان بها , وأن المبرر للخوف منهم لا حاجة له ولا تبرير معه فأعضاؤها يقومون من خلال منظماتهم الإنسانية بتوعية أفراد المجتمع ومحاولة إدماج المهاجر الأجنبي في المجتمع بتعليمه اللغة والثقافة الجديدة وتسيير المظاهرات المنددة للأفعال المقيتة والعنصرية 0 كما تطالب تلك المنظمات المعتدلة الحكومات الأوروبية بتغيير بعض أنظمتها القانونية التي تسمح بمرونة أكبر وتنبيهها بأن العنصرية لايمكن ان تنمو في ظل مجتمع مدني يرفع شعار الإنسان أولا . //انتهى// 2238 ت م