استضاف المركز الثقافي والإسلامي في لندن أمس الثلاثاء مؤتمر "الأديان والرأسمالية" والذي ركز على جانب القيم في الأزمة المالية العالمية والجوانب الأخلاقية التي يمكن أن تسهم بها الأديان والمعتقدات في العالم نحو العدالة والحوار. وافتتح المؤتمر المدير العام للمركز الثقافي والإسلامي في لندن الدكتور أحمد الدبيان حيث رحب بالضيوف والمشاركين، وملقيا الضوء على دور الديانات السماوية في خدمة المجتمعات وضبط حياة الإنسان. كما نبه في كلمته إلى أن كثيراً من القيم النافعة قد تم نسيانها وسقطت من الأذهان في خضم الحركة المالية العالمية ومكاسب الربح والتحصيل المادي ، آملا أن يلقي المؤتمر الضوء على هذا الجانب الهام. من جانبه أعرب سيغموند ستيرنبرغ، ممثل منتدى الديانات الثلاث، عن شكره للمركز الإسلامي على استضافة المؤتمر، منبها في نفس الوقت إلى أهمية التعاون بين القادة الدينيين في المجتمعات كلها لإلقاء الضوء على مزيد من القيم والمعاني السامية المشتركة، وأن الاقتصاد مدخل جيد لمزيد من التفاهم والحوار، ويمكن عند تقديره للقيم الإنسانية أن يسهم كثيراً في رفاهية العالم كله. وبدوره، نبه ستيفان تيم وزير المالية البريطاني إلى أهمية هذه المناسبة التي جمعت بين الدين والمال والاستثمار، مستفيدة من الدروس المعطاة في هذه الأزمة المالية، ومعيدة إلى الأذهان دور القيم والأخلاق في الاستثمار وهو جانب يجب أن يتم ينتبه إليه، موضحا أن القطاع الخيري قطاع يعتمد بالدرجة الأولى على الاقتصاد ولكنه ينطلق من الدين والأخلاق التي توجد في المجتمعات كله. وضم المؤتمر جلستين خصصت الأولى منهما للحديث عن دور الدين وتحدث فيها متحدثون مختلفون عن الاستثمار والتنمية في المنظور الإسلامي والمسيحي واليهودي والهندوسي، وخصصت الجلسة الثانية للباحثين في الاقتصاد والتمويل والاستثمار حيث القوا الضوء على تجاربهم في ميدان التمويل المفيد للمجتمع، وعلى جوانب من نشاط بعض المؤسسات العالمية في هذا الجانب، كما تحدثوا عن العلاقة بين الاستثمار المالي ومخاطره والمناشط الدينية التي تقدمها الجمعيات والمؤسسات الدينية وغيرها من المجتمعات، معززين التركيز على الجانب القيمي. //يتبع// 0926 ت م