أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ أسامة خياط المسلمين بتقوى الله عز وجل . وقال في خطبة الجمعة اليوم بالمسجد الحرام // إنه إذا كان شرف القصصي بشرف موضوعه ونبل غايته فلا ريب أن قصص القران الكريم يتبوأ من ذلك أعلى المنازل ويبلغ من عمق الأثر وحسن الموقع من النقص ما لا يبلغه غيره وإن في الطليعة من هذا القصص ما تلاه ربنا سبحانه على نبيه من نبأ المرسلين وما قصه سبحانه على عباده من قصص المرسلين التي وصفها سبحانه أنها أحسن القصص // . وأكد أن هذه القصص لم تنزل في الكتاب لإمتاع العقول ومؤانسة الجلساء ومسامرة الأصحاب فقط وإنما نزلت في الكتاب لغرض أعظم ومقصود أسمى وهو أن تكون تذكيرا وعبرة وتفصيلا وتثبيتا ورحمة . وبين فضيلته أن في أنباء المرسلين مع أقوامهم تقرير الإيمان بالله وتوحيده وإخلاص العمل له والإيمان باليوم الآخر وبيان حسن التوحيد ووجوبه وقبح الشرك بالله وأنه سبب الهلاك في الدنيا وفيها أيضا عبرة للمؤمنين يقتدون بها في جميع مقامات الدين والدعوة والصبر والثبات عند جميع النوائب والصدق والإخلاص لله تعالى في جميع الحركات والسكنات واحتساب الثواب عند الله تعالى وحده وفيها أيضا من الوعظ والتذكير والترهيب والترغيب والبشارة بالفرج من بعد الشدة وتيسير الأمور بعد تعثرها . وأشار إلى أنه قد كان فيما قصه الله علينا من ذلك ما جاء من خبر نبي الله شعيب عليه السلام مع قومه أهل مدين الذين جمعوا إلى الشرك بالله تعالى ما اعتادوه من نقص المكاييل والموازين وبخس الناس أشياءهم في ألوان من الغش في المعاملات وقطع الطريق وغير ذلك من ضروب الفساد في الأرض الناشئ عن الكفر والتكذيب بآيات الله عز وجل ورسله فدعاهم إلى عبادة الله وحده ونهاهم عن الشرك به سبحانه وأمرهم بالعدل في المعاملات وأنكر عليهم التطفيف في المكيال والميزان وأنذرهم عاقبة ذلك عليهم ووباله فسخروا منه ومن صلاته عليه السلام ومن عبادته لربه فبين لهم عليه السلام أنه على بصيرة من ربه فيما يدعوهم إليه لما منّ الله عليه من النبوة والرزق الحلال وأنه لا ينهاهم عن شيء ثم يرتكبه بل أنه أول التاركين له والمنتهين عنه وأنه لا يقصد إلا إصلاح أحوالهم الدينية والدنيوية باذلا في ذلك غاية الوسع معتمدا في ذلك كله على الله تعالى متوكلا عليه ثم حذرهم من أن يحملهم التمادي في عداوته عليه السلام على الإقامة على الكفر والإصرار على التكذيب فينتهي بهم الأمر إلى ما انتهى إليه حال من قبلهم من الأمم الهالكة ثم عرض عليهم التوبة إلى الله تعالى والتجافي عما هم فيه من إثم ورغبهم في الاستغفار مبينا أن الله يقبل التوبة عن عباده إذا صدقوا فيها لأنه سبحانه رحيم ودود ولكنهم أصروا على ما هم عليه من كفر وتكذيب وفساد في الأرض وإعراض عن البيّنات والهدى فوقع ما توعدهم به وأرسل الله عليهم حرا شديدا أخذ بأنفاسهم ثم بعث عليهم في أثناء ذلك سحابة أظلتهم فتنادوا إلى ظلها غير الظليل فلما اجتمعوا تحتها التهبت عليه نارا فأخذتهم الصيحة بعد ذلك فأصبحوا في ديارهم خامدين مذمومين ملعونين قص علينا ذلك كله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم . // يتبع // 1552 ت م