أبرزت الصحف الباكستانية الصادرة صباح اليوم الأربعاء أنباء القلق الذي خيم على مصير اتفاق السلام المبرم بين الحكومة وحركة تطبيق الشريعة المحسوبة على حركة طالبان في منطقة وادي سوات، لاسيما بعد التصريحات التي أطلقها صوفي محمد المسؤول عن اتفاق السلام من جانب طالبان سوات ضد نظام المحاكم ودستور البلاد وسعي مسلحي طالبان لبسط نفوذهم إلى مناطق أخرى خارج منطقة الوادي. وتساءلت الصحف عن نوايا الجماعات المتشددة التي يبدوا أنها لا تريد السلام بل تسعى يوماً بعد يوم إلى توسيع نطاقها سيطرتها في المناطق الشمالية الغربية من البلاد لإقامة حكومة لها داخل البلاد. وتناقلت الصحف تصريحات مسئول الأمن الباكستاني الذي حذر من أن الحكومة تملك خيار استخدام القوة في مناطق سوات في حال عدم التزام الجماعات المحلية باتفاق السلام وسعيها لتنفيذ مخططات غير ملائمة، مشيراً إلى وجود أكثر من عشرة آلاف مسلح أجنبي يساندون حركة طالبان داخل باكستان ويوفرون لها سلاحاً مهرباً من أفغانستان. وسلطت الصحف الضوء على نشر حركة طالبان مسلحيها بشكل مفاجئ أمس في دائرة بونير المجاورة لوادي سوات وإقامتها حاميات قتالية وسيطرتها على مباني المدارس، حيث يرى المراقبون أن مثل هذه التحركات تشير إلى عزم طالبان على بسط سيطرتها في المنطقة لتوسيع نطاق نفوذها من وادي سوات والاستعداد للدخول في معركة مع الجيش الباكستاني في حال أي مقاومة من جانب الحكومة الباكستانية ضدهم في المنطقة. وتناقلت الصحف تصريحات نواز شريف رئيس الوزراء الباكستاني الأسبق زعيم حزب الرابطة الإسلامية الذي أعرب عن قلقه البالغ إزاء نوايا حركة طالبان التي وصفها بأنها لا تسعى للسلام بل لديها نوايا خطيرة، داعياً جميع القوى السياسية في البلاد إلى التوحد من أجل مواجهة التحديات الداخلية في البلاد لاسيما الإرهاب والتطرف. وواصلت الصحف متابعتها لأنباء التوتر الأمني في البلاد مشيرة إلى اعتقال الشرطة الباكستانية شخصاً انتحارياً كان ينوى تنفيذ هجوم انتحاري على هدف حساس بوسط العاصمة إسلام آباد، إلى جانب اعتقالها مئات الأشخاص المشتبهين من العاصمة في إطار حملة التمشيط التي تشنها في ظل التهديدات الأمنية التي رصدتها وكالات الأمن من جانب الجماعات المسلحة، فيما شن مسلحون مجهولون هجوماً بالقذائف الصاروخية على نقطة تفتيش أمنية بمدينة بانو دون أن يسفر عن أي خسائر في الأرواح. وتطرقت إلى المطالب المتزايدة بين صفوف الأحزاب السياسية والمنظمات الحقوقية وإلى ضرورة محاسبة الرئيس السابق برويز مشرف على الانتهاكات الدستورية التي قام بها خلال فترة حكمه للبلاد. //انتهى// 0840 ت م