قالت الصحف المصرية الصادرة اليوم أن الآمال العريضة بشأن عالم أكثر عدلا وأمنا بدأ يتبخر ويطل الواقع الدولي والإقليمي بتعقيداته الشديدة متحديا سحر شخصية أوباما وفي هذه اللحظة فإن الرئيس الأمريكي الجديد يواجه اختبارات قاسية سواء من حلفاء أمريكا كإسرائيل أو أعداءها مثل كوريا الشمالية وخصوم الحرب الباردة مثل روسيا مشيرة إلى أن إطلاق كوريا الشمالية صاروخا بعيد المدى خطوة تمثل التحدي الأبرز لدعوته من أجل مكافحة الانتشار النووي. وأضافت أن أوباما أدرك أن هذا الاستفزاز يؤكد الحاجة إلي التحرك ليس فقط في مجلس الأمن الدولي بل من خلال التصميم على منع انتشار هذه الأسلحة مؤكدا أن القواعد يجب أن تكون ملزمة والانتهاكات يجب أن يعاقب عليها مشيرة إلى أن شعاراته ومبرراته لإخلاء العالم من الأسلحة النووية جذابة فالشارع الأوروبي تجاوب بشدة معه عندما خاطب كوريا الشمالية مؤكدا لها أن الأمن والاحترام لا يمران بأي شكل من الأشكال بالتهديد وبالأسلحة غير المشروعة إلا أن كوريا الشمالية كما تقول الصحف المصرية لن تحركها هذه اللغة المثيرة للمشاعر نظرا لتأكدها من قدرتها على المساومة وإحساسها بتأييد الصين وروسيا لها خاصة مع دعوتهما لواشنطن إلي ضبط النفس. وتساءلت قائلة هل يستطيع الرئيس الأمريكي أن يبدأ من الشرق الأوسط مسعاه لنزع الأسلحة النووية فيطلب من الوكالة الدولية للطاقة النووية التفتيش علي ترسانة الأسلحة النووية الإسرائيلية واتخاذ الوسائل الكفيلة بالتخلص منها أم أن حلم أوباما سيتحطم إذا اقترب من أعتاب إسرائيل لأنه من المؤكد أن سباقا للتسلح النووي سيبدأ ولا تبدو واشنطن حتى هذه اللحظة في وضعية أفضل للسيطرة علي السلوك العدواني الإسرائيلي خاصة مع وجود حكومة إسرائيلية متشددة ترفض حتى مبدأ الحوار. وخلصت الصحف المصرية إلى التذكير بالموقف المصري تجاه إخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل ومبادرتها في هذا الاتجاه مشيرة إلى أن أبرز ما يميزها هو وضوحها وعدم ازدواجية المعايير وهذا ما يحتاجه الرئيس الأمريكي في مبادرته الجديدة فلن يتجاوب أحد إذا ما أغمض عينيه عن الترسانة النووية الإسرائيلية التي باتت سرا معروفا ولن تكون جهوده مثمرة إذا ما قصر دعوته على كوريا الشمالية وإيران والدول الأخرى التي لا تتفق معه. // انتهى // 1015 ت م