انتقدت الصحف اليابانية الصادرة أمس، سياسات ايران النووية الأخيرة ولاسيما إعلانها استئناف نشاطات تحويل اليورانيوم. وأجمعت صحف اليوميوري، نيهون كيزاي شيمبون وسانكيه على انتقاد الخطوة الإيرانية باستخدام كلمات انشائية مثل «على ايران تبديد شكوك المجتمع الدولي». وبأي حال فقد التزمت الصحف اليابانية في افتتاحياتها بالسياسة النووية التي تتبناها وكالة الطاقة النووية والدول السائرة في فلك الولاياتالمتحدة، والتي تسمح للدول المالكة للأسلحة النووية بتطوير ترساناتها بدون قيد أو شرط، كما تسمح لبعض الدول «المدللة» من الولاياتالمتحدة، مثل اسرائيل على الأخص، بمواصلة امتلاك ترسانة نووية أو تطويرها، بينما تفرض حرباً دبلوماسية واقتصادية مشفوعة بتهديدات عسكرية على ايران وكوريا الشمالية للتخلي عن برامجها النووية. وتحت عنوان «الشكوك النووية بايران»: ماذا يمكن تحقيقه كخيار أخير؟ دعت صحيفة يوميوري شيمبون ايران إلى الاهتمام بقلق المجتمع الدولي جدياً وتوقيف عملية تحويل اليورانيوم. والمطلب الثاني هو أن تتبنى ايران سياسة واقعية بمواصلة المناقشات مع الدول الأوروبية الثلاث وتحقيق نتائج ايجابية. ثم انتقلت الصحيفة إلى انتقاد ايران وتحديداً السوابق الإيرانية في نشاطات نووية غير شفافة لم تعلم الوكالة بها تتضمن عمليات تتعلق بالبلاتينيوم. والخلاصة التي توصلت اليها الصحيفة اليابانية هي أنه لايمكن أن تزول شكوك المجتمع الدولي تجاه ايران بدون تنفيذ الخطوات السابقة وهذا مايجب على القادة الإيرانيين الانتباه له. أما افتتاحية صحيفة نيهون كيزاي شيمبون، فقد أعتبرت أن الأزمة الحالية مع ايران تمثل اختباراً حقيقياً لنظام عدم انتشار الأسلحة النووية في العالم وتحديداً هل يمكن لهذا النظام الذي تقوده الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومعاهداتها، أن يحل تلك الأزمة. وحذرت الافتتاحية من أن تطوير ايران لأسلحة نووية يعتبر أمراً خطيراً جداً ويضع منطقة الشرق الأوسط كلها على كف عفريت ولاسيما إذا تذكرنا كيف ضربت اسرائيل المنشآت النووية العراقية في تلميح من الصحيفة اليابانية بأن أي رد فعل اسرائيلي قد يتضمن ضرب ايران مما يزعزع منطقة الشرق الأوسط. ونوهت الصحيفة بأن ايران تختلف عن كوريا الشمالية في أن الاولى لم تنسحب من الاتفاقيات الدولية لمنع الانتشار وأبرمت بروتوكولاً إضافياً تقبل بموجبه بأي تفتيش مفاجئ. ولم تخرج الافتتاحية عن المفردات التقليدية الإنشائية مثل أن «المجتمع الدولي يبذل مساعيه لمنع ايران من تطوير أسلحة نووية ولهذا يجب على طهران التوقف عن المغامرات وخداع المجتمع الدولي». صحيفة سانكيه شيمبون وضعت أولويات لحل هذه القضية تبدأ بأن تستعيد ايران ثقة العالم بها ولاسيما أن الشكوك قوية جداً بأنها تمضي في سياسة تطوير أسلحة نووية مشيرة بهذا الصدد إلى اعترافات عناصر ايرانية معارضة في عام 2002. وتحديداً أن توقف ايران عمليات تحويل اليورانيوم وتصادق على جميع المعاهدات النووية في أقرب وقت ممكن وبأن تقبل التفتيش الدولي.