أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس المسلمين بتقوى الله عز وجل ولزوم سنة سيد الأنام 0 وقال فضيلته في خطبة الجمعة اليوم في المسجد الحرام // كل قضية إلى نسيان ودروس وكل أمر ملم إلى نحاء وطموس وكل اعتلاء إلى ارتداد ونقوص , ولكن دين الإسلام العالمي الرباني إلى ثبات وخلود وانطلاق وسيرة المصطفى الله عليه وسلم في انتشار وامتداد 0 السيرة النبوية المباركة هي المعين السلسال والأنموذج المشرق والنور الوضاء لكل المجتمعات والأجيال وان التوارد على حكمها وآدابها وفقهها ولبابها والذب عن مقاصدها لمن دلائل النجاح والتوفيق والاهتداء إلى أقوم طريق يؤكد ذلك حينما يرى الغيور مواطن خلل في الأمة في فهم جوانب من السيرة النبوية تحتاج إلى مزيد تأمل وتأصيل وتجلية وتحليل 0في نبو عن الأطروحات العاطفية والنظرات الشكلية بيد أن من جوانب السيرة العطرة حدثا عظيما أثر على مجرى التاريخ إنه حدث يذهب بالألباب ويطيش بالحجا والصواب إنه رزء مفجع فادح وجلل مفزع قادح قد هز الأفاق وقرح الأحداق إذ لم يعرف التاريخ خطبا هز العالم مثله ولم تبل الأمة برزية أعظم منه ذلكم هو مصاب وفاته وفراقه ونبأ موته والتحاقه صلى الله عليه وسلم 0 وأضاف يقول // التذكير بمصاب خير البشر إنما يرد لاستكناء العظات والعبرلا لاستجاشة الدموع الدرر فكما كانت حياته صلى الله عليه وسلم متدفقة دعوة وهداية وبناء فكذلك كانت وفاته عليه السلام نضاخة دروسا وعبرا وإقتداء تستخلص الأمة عبق ماضيها وتترسم شم معانيها إذ كيف لأمة الإتباع والهداية أن تحدث في أشراقة البداية وتغفل عن مواطن الاتكاء في النهاية بل كيف تذهل العقول عن فاجعة الوفاة في إعراض وانجفال وتيمم شطر المولد للإحداث والاحتفال فلله العجب كيف يكون الفرح بيوم حياته أولى من الحزن على يوم وفاته 0 والله عز وجل يقول // وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا// والمصطفى صلى الله عليه وسلم يؤكد ذلك بقوله // من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد // . وقالالشيخ السديس // وبعد أن أكمل الله الدين وأتم على البشرية النعمة وبلغ المصطفى صلى الله عليه وسلم الأمانة وأدى الرسالة وهدى البشرية من الضلالة وعلمها من الجهالة وانتحى بها إلى قمم المجد والعز والجلالة أنزل الحق عليه سورة النصر ناعيا إياه في أول مقدمات الوفاة فكل أمر اكتمل واستنم فالتسبيح والاستغفار عقبه خير مختتم وفيه أيضا أن الاستغفار ساعة الانتصار دليل الشكر والذل والانكسار وقد أومأ صلى الله عليه وسلم لأصحابه بدنو أجله وعرض باقتراب فراقه ففي حجة الوداع من السنة العاشرة خطب عليه الصلاة والسلام الناس وودعهم قائلا//فلعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا //0 // يتبع // 1614 ت م