أكد الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس إمام وخطيب المسجد الحرام في خطبة الجمعة أمس أن السيرة النبوية تحتاج إلى مزيد تأمل وتأصيل وتجلية وتحليل في نبو عن الأطروحات العاطفية والنظرات الشكلية بيد أن من جوانب السيرة العطرة حدثا عظيما أثر في مجرى التاريخ، فهو حدث يذهب بالألباب ويطيش بالحجا والصواب، إنه رزء مفجع فادح وجلل مفزع قادح قد هز الآفاق وقرح الأحداق، إذ لم يعرف التاريخ خطبا هز العالم مثله ولم تبل الأمة برزية أعظم منه، ذلكم هو مصاب وفاته وفراقه ونبأ موته والتحاقه صلى الله عليه وسلم. وأضاف يقول: "التذكير بمصاب خير البشر إنما يرد لاستكناء العظات والعبر لا لاستجاشة الدموع الدرر؛ فكما كانت حياته صلى الله عليه وسلم متدفقة دعوة وهداية وبناء فكذلك كانت وفاته عليه السلام نضاخة دروسا وعبرا واقتداء تستخلص الأمة عبق ماضيها وتترسم شم معانيها، إذ كيف لأمة الاتباع والهداية أن تحدث في إشراقة البداية وتغفل عن مواطن الاتكاء في النهاية، بل كيف تذهل العقول عن فاجعة الوفاة في إعراض وانجفال وتيمم شطر المولد للإحداث والاحتفال.. فلله العجب كيف يكون الفرح بيوم حياته أولى من الحزن على يوم وفاته".