استقطب المهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية العديد من الحرف اليدوية من كل مناطق المملكة من ملبوسات ومأكولات وحتى المسكن والألعاب ضمن نشاطات مهرجان هذا العام المتواصلة حاليا في يومها الرابع . . فأضحت القرية التراثية بالجنادرية حية واقعا يعود لمئات السنين بجوانبها وتصاميمها ونواعيرها وساحاتها وكأن من يتجول فيها من السعوديين والمقيمين يتجول في الماضي . فترى في جوانب القرية التراثية الصانعون وهم يشتغلون بإبداعاتهم بمهارة رغم تقدم السن بهم ولكن الصناعة اليدوية مستمرة تبرز عزيمة وقدرة لدى الجميع على الإنتاج والإبداع . إذ يجذب الانتباه في القرية شيخ سبعيني / غائب العرماني / جاء من منطقة الجوف يشرح لزوار كيفية الحفاظ على الدلال بتنظيفها بالماء المغلي و طليها بما يشبه القصدير ثم دهنها باللون الذهبي . ويقول غائب ان هذه الحرفة تسمى / ارباب الدلال / فهي تجعل الدلة وكأنها لم تستخدم من قبل ويضيف ان الوقت المستغرق في ارباب الدله يتراوح مابين نصف ساعة وثلاث ساعات وذلك تبعاً لنظافة وحجم الدلة . ويؤكد ان الناس مازالوا يأتون اليه لتصليح الدلال . . فالقهوة رمز لاكرام الضيف عند العرب ولا يخش على هذه الحرفة من الاندثار فالعرب اهل الكرم والجود هكذا قال مبينا ان المردود المادي لهذا الحرفة مجزي مشيرا الى ان اغلى سعر لإرباب دله وصل الى خمس مائة ريال . وبجوار غائب العرماني كان ابنه عبدالجليل الذي يبلغ من العمر 16 سنة ويعمل في الحداده التي تعلمها من والده ويقول انه يقوم بحدادة // السكين والشلف والسيف والرمح والمكناس والخنجر والمخلب // مساعدة منه لوالده مبينا انه سوف يواصل العمل فيها بعد ان احبها ووجد فيها متعة كونها ترمز الى تاريخ اباءه واجداده على مدى السنين . في جهة اخرى من القرية يصطف زوار المهرجان للاطلاع على صانع الاختام على النحاس بنوعية الدائري والمستطيل ويطلبون منه صنع خاتما ممهرا باسمهم واسماء اولادهم وبعض الزورا يأخذونه كهداية للاصدقاء . ويبين عاطي الحربي من مكةالمكرمة انه على منذ اكثر من // 47 // سنة على هذه المهنة وانه اكتسبها ولم يرثها من ابيه فهي حرفة بعد هواية . وابان أن كبار السن مازالوا يقبلون عليه في مكة ويلحون عليه بالاستمرار فيها لحاجتهم الى للاختام وذلك من اجل التوقيع على المعاملات البنكية في استلام المعاشات من الشئون الاجتماعية فهم كما يقول عائض لا يعرفون القراءة والكتابة . ولكن في مهرجان الجنادرية لا يقتصر الأمر على كبار السن بل الشباب أيضا يطلبون الأختام المحفورة بالحناس ذكرى وإهداءات حيث يصنع من 15 الى 20 خاتما في اليوم . //انتهى // 1848 ت م