أكدت الصحف المصرية الصادرة اليوم أن إقالة رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت لمبعوث حكومته في محادثات التهدئة التي تتوسط فيها مصر بين إسرائيل وحماس عاموس جلعاد بسبب الانتقادات الحادة التي وجهها جلعاد لأولمرت واتهمه فيها بانتهاج أسلوب غير متسق تجاه محادثات التهدئة تكشف النوايا الحقيقية الإسرائيلية تجاه السلام في المنطقة. وقالت // إن التصريحات الصحفية التي أدلى بها جلعاد للصحيفة الإسرائيلية أوضحت حقيقة أن أولمرت يراوغ ويناور لعرقلة التهدئة مشيرة إلى أن هذا كان نهجه وأسلوبه منذ مؤتمر انابوليس للسلام في الشرق الأوسط وذلك لأن المباحثات الفلسطينية الإسرائيلية التي أطلقها المؤتمر لم تسفر عن أية نتائج ايجابية بسبب تعنت أولمرت ومراوغة حكومته //. وأشارت إلى تعمد أولمرت وأركان حكومته محاولة نسف عملية السلام بشن حرب الإبادة الوحشية على الفلسطينيين في قطاع غزة في 27 ديسمبر الماضي ولم يكن هدفها البربري تدمير غزة وقتل الفلسطينيين فحسب وإنما فصل غزة عن الضفة الغربية بحيث تتبدد القضية الفلسطينية. وشددت على القول بأن واقعة انتقادات عاموس جلعاد لأولمرت وإقالة أولمرت له يتعين على القوى الإقليمية والدولية وخاصة إدارة الرئيس أوباما أن تدرس بإمعان تفاصيلها وملابساتها بموضوعية وتجرد وعندئذ سيتضح للجميع أن إسرائيل ليست جادة في عملية السلام وهو نهج يفاقم التوتر في منطقة الشرق الأوسط كلها ويبدد إمكان إشاعة الاستقرار في ربوعها المضطربة. وعلى صعيد آخر اعتبرت الصحف حادث الانفجار الذي وقع في منطقة الحسين مساء أمس الأول عملا إجراميا يستهدف على نحو إرهابي منفلت وطائش الإيحاء بعدم الاستقرار مما يدرجه في قائمة الاعتداء الآثم على أمن الوطن والمواطنين مؤكدة أن الضحية الأولى لهذا الحادث المواطن المصري البسيط الذي يعمل في هذه المنطقة العريقة التي يرتادها السائحون الأجانب والعرب. وقالت إنه استنادا إلى شواهد وجرائم مماثلة سابقة فإن هذه الأعمال الإرهابية لايمكن بأي حال من الأحوال أن تحقق أهدافها المشبوهة ومقاصدها الجبانة والمريضة وليس أدل على ذلك من أنها تثير حالة من الاستنفار الشعبي الواسع النطاق لها والتنديد العالمي بها مؤكدة رفض الشعب المصري بأغلبيته اللجوء لمثل هذا العنف الإجرامي والدموي أيا ما كانت التبريرات الزائفة والملفقة ومن ثم فإن من يلجأ إلى ارتكاب هذه الجرائم في حق الوطن والمواطنين قلة تجنح عن مسار الوطن ومصالحه العليا. ورأت أن تلك الأيادي التي وجهت ضربتها الإرهابية مساء أمس الأول إلى ميدان الحسين الذي تتجمع حوله فئات السياح من جميع أنحاء العالم تستحق العقاب الصارم والحاسم مشددة على أن الإرهاب الذي يطل برأسه على مصر من جديد يجب أن يلقى مواجهة شاملة لا تلقى أعباءها كلية على الجهاز الأمني بل تشارك فيها المؤسسات الحكومية والأهلية والأحزاب والنقابات وسائر التنظيمات الشعبية الحريصة على استعادة مصر واحة للأمن والأمان في هذه المنطقة المضطربة. وانتهت الصحف المصرية إلى ضرورة تجفيف منابع الإرهاب وتخفيف حدة الاحتقان العقائدي والطائفي والفئوي والسياسي واتخاذ الإجراءات الكفيلة بدعم السلام الاجتماعي وتخفيف معاناة قطاعات واسعة من الفقراء ومعدومي الدخل مهددة بالاختراق والتحول من مستفيدين بالأمان إلى قنابل موقوتة تهدد الوطن كله. // انتهى // 1119 ت م