تواصلت اليوم الثلاثاء بالعاصمة المغربية الرباط اعمال الدورة الثامنه للمؤتمر الاسلامي لوزراء الاعلام الذي تستضيفه المغرب على مدى يومين بمشاركة وزراء الاعلام بالدول الاعضاء في منظمة المؤتمر الاسلامي. ويرأس وفد المملكة العربية السعودية في المؤتمر معالي وزير الثقافة والاعلام الاستاذ اياد بن أمين مدني . وفي افتتاح المؤتمر ابرز الملك محمد السادس ملك المملكة المغربية رئيس لجنة القدس موضوع العدوان الاسرائيلي الغاشم على الشعب الفلسطينيبغزة مشيرا إلى ان الجرح العميق الذي لم يندمل بعد بفعل العدوان الاسرائيلي الغاشم على قطاع غزة وفتكه المفجع بالأبرياء حتى من الأطفال والنساء يذكر بالعدوان الإجرامي على المسجد الأقصى, الذي كان من أبرز معالم رفض الأمة له والعمل على لم شملها, من خلال إحداث منظمة المؤتمر الإسلامي التي تحتفل بذكراها الاربعين . ونوه ملك المغرب في رساله للمشاركين في المؤتمر نقلها مستشارة محمد معتصم بقرار المؤتمر وضع القضية الفلسطينية وقضية القدس الشريف في مقدمة جدول الاعمال وخاصة في هذا الظرف العصيب الذي يجتازه هذا الشعب المكلوم. وجدد العاهل المغربي في هذا السياق التزام المغرب بمواصلة الجهود على كافة المستويات والمحافل والدولية من أجل وضع حد نهائي للعدوان والاحتلال وفك الحصار المضروب على الشعب الفلسطيني الصامد والعمل على إقرار حل سلمي عادل ودائم وشامل للنزاع العربي الإسرائيلي عبر إقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف على أساس مبادرة السلام العربية وفي إطار مقررات الشرعية الدولية. وقال الملك محمد السادس في رسالته الى المشاركين في المؤتمر / ان الغاية من استحضار قضية القدس وقضية الشعب الفلسطيني في هذا السياق هي إبراز جسامة المهام الملقاة على عاتق وزراء الاعلام باعتبارهم في طليعة الفاعلين الأساسيين لتجسيد أهداف منظمة المؤتمر الإسلامي على الواجهة الإعلامية / داعيا في هذا الاطار الى صياغة خطاب إعلامي متجدد وموضوعي, واعتماد أساليب حديثة للتواصل ووضع خطط فعالة لإسماع صوت العالم الإسلامي وشرح مواقفه ونصرة قضاياه العادلة وتمكينه من الإسهام في تعزيز حوار الثقافات والحضارات بما يخدم المثل والأهداف السامية للإنسانية جمعاء. واكد الملك محمد السادس أهمية الانفتاح على التطور التكنولوجي الإعلامي والتفاعل مع العالم المتقدم أخذا وعطاء مع تحصين الذات من المؤثرات السلبية وفضح المناورات ومحاولات الاستلاب بكل أنواعه والغزو الفكري المقنع بالشعارات خاصة في ظل ما تروجه بعض وسائل الإعلام الخارجي عن الإسلام والمسلمين من صور نمطية تؤجج التعصب والتطرف وتقوض روح الحوار بين العالمين. ولفت العاهل المغربي النظر إلى العمل بمهنية عالية, ورؤية واضحة ووفق مشاريع وبرامج محكمة التخطيط تمكن من تقديم صورة الإسلام والمسلمين الحقيقية, عقيدة وتراثا وحضارة وتسمح بالتفاعل السريع مع مختلف التطورات والأزمات وخاصة التصدي بالحكمة وبالمهنية لكل من يحاول تشوية صورة الاسلام . وحث العاهل المغربي المشاركين في المؤتمر على مضاعفة الجهود الهادفة إلى تمكين وسائل الإعلام في دول منظمة المؤتمر الإسلامي من الارتقاء بمستوى أدائها في مراعاة للتنوع والتعددية والتحلي بالمسؤولية واحترام للأخلاقيات مع التوحد في الدفاع عن القيم والمقومات الروحية والحضارية للمجتمعات الإسلامية ومصالحها العليا وذلك على اعتبار أن قوة وفعالية العمل الإسلامي المشترك على الواجهة الإعلامية تتأثر لا محالة بمدى نجاعة سياسات ووسائل الإعلام والاتصال في الدول الإسلامية والنظر للإعلام كقطاع منتج في الاقتصاد الجديد للمعرفة والاتصال وليس مجرد مادة استهلاكية . واستحضر العاهل المغربي في ختام رسالته الإسهامات الجليلة لمؤسسي منظمة المؤتمر الإسلامي ورواد العمل الإسلامي المشترك وفي طليعتهم الملك الراحل فيصل بن عبد العزيز والملك الراحل الحسن الثاني رحمهما الله داعيا الى جعل الوفاء لقمة الرباط التأسيسية للمنظمة الاسلامية خير محفز على تعزيز التضامن الإسلامي والدفاع عن مقدسات الامة ومناصرة قضاياها العادلة وتحصين السيادة والوحدة الترابية لدولها لاسيما في هذا الظرف الدولي الدقيق . // انتهى // 1815 ت م